أقلام

نحنُ أكثر الشعوب قراءةً لكن !!

منهال الجلواح

يقضي أغلبنا ما لايقل عن ساعة أو ساعتين في تصفح مواقع التواصل الإجتماعي أو تصفح المتاجر والصفحات عن طريق الهواتف الذكية . ناهيك عن الساعات الأخرى التي نقضيها لمراسلات العمل وغيرها من الأعمال.
ولك أن تتخيل الكمية والحجم الهائل للمعلومات المنوعة والغير ( مختصة) في وقت قصير والتي بالغالب نقرؤها بشكل سريع ، هذا إن أكملنا قراءتها بالأساس.

قدرة الذاكرة
للذاكرة البشرية قدرة كبيرة على استيعاب مليارات المليارات من المعلومات قدرها بعض العلماء بالرقم واحد وإلى يمينه 79 صفراً !! ومع أنه يستحيل على الإنسان استرجاع كل هذا الكم الهائل من المعلومات فإن ما يستطيع استرجاعه يكفي لملء 90 مليون مجلد ضخم ويضاهي هذا العدد من المجلدات أضخم مكتبات العالم في العصر الحاضر ولو تم صف هذه المجلدات جنبا إلى جنب لشكلت خطاً يزيد طوله عن 450 كيلو متراً

قياس معدلات الذكاء IQ

اهتم الفرنسي ( الفرد بينة ) في أوائل التسعينات باستنتاج علاقات ما بين العمر الزمني للطفل وبين عمره العقلي وبالتالي وضع اختبارات عملية لقياس مستوى الذكاء مما نتج عنه إيجاد علاقة رياضية سماها (معدل الذكاء ) والتي يرمز لها بـ IQ وهذه المعادلة هي :

معدل الذكاء = ( العمر العقلي ÷ العمر الزمني ) × 100

مستويات الذاكرة

توصل العلم حتى الآن إلى تحديد ثلاث مستويات للذاكرة :

1- المخزن المباشر للمعلومات الحسية ( ذاكرة الأثر )

وهي خاصة بالمعلومات المباشرة الواردة عن طريق الحواس الخمس حيث تنطبع في ذاكرة الأثر لفترة عابرة لا تتجاوز الثانية والنصف فإذا لم يهتم بها الإنسان تمحي وإن اهتم بها تنتقل إلى المستوى الثاني . جرب مثلا التحديق بشيء معين ثم اغلق عينيك ولاحظ كيف تتلاشي الصورة ببطء من ذهنك .

2- الذاكرة قصيرة المدى

تحتفظ هذه الذاكرة بالمعلومات لفترات أطول ما بين 30 ثانية وحتى دقائق معدودة ، ويتجلى عملها عند حفظ رقم هاتف او وصف منزل احد اصدقائك حيث تعتمد عليها المهام المؤلفة من حلقات متتابعة مثل حل مسألة حسابية أو ما شابه . ويؤكد بعض الباحثين Shiffrin and Atkinson 1968 إلى أهمية التكرار في هذا القسم من الذاكرة قائلين ( كلما تكررت المعلومات كلما تم الاحتفاظ بها في الذاكرة القصيرة المدى لفترة أطول، وكلما كان هناك احتمال أكبر لاسترجاعها في المستقبل ) .

3- الذاكرة طويلة الأمد

وهي أهم أنواع الذاكرة وأكثرها تعقيداً إذ يتم عن طريقها الاحتفاظ لسنوات طويلة بكل ما نعرفه عن العالم من حولنا وبكمية هائلة من المفردات والمعاني والأوصاف والتعابير والأحداث والمواقف والمشاعر والأحاسيس .. وما إلى ذلك مما لو تأمل فيها الإنسان حق التأمل لازداد خشية وإيمانا بخالقه

ولنعرف أهمية ذاكرتنا ..
أن الإنسان بدون ذاكرة .. ما هو إلا مولود جديد

باستخدام الهواتف الذكية، لدينا موسوعة كاملة من المعلومات في متناول أيدينا.. في أي وقت وفي أي مكان ولكن هذا يؤدي إلى طريقة أكثر سطحية للوصول إلى المعلومات.

فكلما زاد اعتمادنا على هذه الأنواع من وسائل المساعدة أو المصادر المعلوماتية، قل عمل أدمغتنا بالفعل.

بعبارة أخرى، لا يتعين على أدمغتنا أن تعمل بجد للحصول على المعلومات، لذلك لا نحتفظ بها أيضًا على سبيل المثال ، عندما تقرأ كتابًا ، فإنك تنشئ الصور في الخيال يتضمن ذلك إجراء اتصالات بين أجزاء مختلفة من دماغك ولكن عندما تنظر إلى صورة موجودة بالفعل، تكون وظيفة الدماغ أكثر سلبية ولا تعمل أجزاء عديدة من دماغك وهذا ينطبق على الهواتف الذكية وكذلك مشاهدة التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.

الهواتف الذكية تجعل مخك “كسولًا جدًا”

لم نعد بحاجة إلى حفظ أرقام الهواتف أو العثور على الطرقات في السفر باستخدام الخرائط ( أيام الزمن الجميل) – يقوم الهاتف ( مشكوراً) بهذه الأشياء نيابة عنّا، وتظهر الأبحاث أن هذا الاعتماد المفرط على هواتفنا يمكن أن يؤدي إلى (الكسل العقلي).

ختاماً
إذا أعطيت الناس القدرة على تخزين المعلومات عن بعد ، خارج أدمغتهم ، فإنهم يصبحون أكثر اعتمادًا على ذلك ، مما قد يكون له تأثير سلبي على الذاكرة لأنهم أصبحوا معتمدين بشكل كبير على تلك المساعدة الخارجية، فيفقدون مهارة القدرة على تذكر الأشياء .

*مدرب وكاتب محتوى

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى