أقلام

الأخبار المفجعة

أمير الصالح

تخيل عندما تستيقظ فجرًا لأداء الصلاة أو الصباح الباكر من معظم أيام السنة، وأنت متفاؤل بالخيرات والبركات، يصدمك أحدهم بأخبار الوفيات لأناس ليسوا على صله به أو بك أو بأحد أعضاء القروب.

تحت حمى السبق الصحافي، يرسل أو يعيد إرسال البعض من أعضاء الديوانيات الافتراضية أخبار الوفيات والحوادث المرورية المفجعة والصور الدامية للضحايا دون أي إدراك من المرسل أو بحسن نية بمدى تفجع بعض المتلقين لتلكم الأنباء غير السارة، لكونها وقعت كالصاعقة على أحباب وأعزاء وأقارب لهم، وهذا الفعل غير الرشيد يلامس مسألة رئيسة وهي: كيف ومتى ومن يوكل له مهمة إيصال الاخبار المفجعة لاقارب المفجوعين. لأنه في الغالب تقع على مسامع البعض، بعض الأخبار المفجعة مثل وقوع الصاعقة، فتكون أصداؤها شبه قاتلة على أنفس البعض أو محبطة.

ردود الفعل لأمور مثل الموت المفاجئ للأقارب والفقدان للأحبة والخسارة المالية الكاملة والتغييب القسري والنفي غير الإرادي. والتهجير القمعي والإجلاء القهري والقحط القاهر والتهديد بالتصفية الجسدية والفصل المهني التعسفي غير معلومة الأبعاد على المدى القصير والبعيد على نفوس البعض من الناس. ومع تصاعد معدل الموت المفاجئ في أوساط مجتمعات كثيرة في الآونة الاخيرة ، تنشأ الحاجة لإعداد ورقة عمل لتنظيم وتنسيق ومعالجة حالات الطوارئ داخل كل أسرة، وحمولة، وعشيرة سواء كانوا كل منسوبيها داخل أرض البلاد أو خارجها أو خليط من هذا وذاك لمعالجة الترتيبات وأساليب الإبلاغ واحتواء ردود الأفعال.

نبدأ بأسلوب إيصال النبأ المفجع لأقارب وأصدقاء الميت/ المفقود/ المختطف/ المريض. يوصي معظم العقلاء بأن يتم ترشيح الشخص الأقرب قبولًا والأفضل أسلوب تبليغ الخبر غير السار كالوفاة للأشخاص الذين يخشى عليهم من آثار الصدمة. ويكون الأسلوب متدرجًا فيبدأ بالسلام والمرح ثم سرد حقائق عن طبيعة الحياة ودوراتها مع بني البشر والتعضيد بآيات من القرآن الكريم ثم نقل الخبر المقصود للطرف المقصود وملاحظة ردة الفعل والتعاطف معه واحتضانه. والاستعداد لكل تساؤل وردود أفعال من المستقبل والتعاطف مع أية ردة فعل.

للقروبات الافتراضية لدي اقتراح وهو كالتالي:

نرى ونشاهد وجود مواقع مختصة بنقل أخبار المآتم والوفيات لأبناء المجتمع والوطن والدول المجاورة. ونعلم أيضًا تصاعد موجة الموت المفاجئ حتى وصل الحد الذي تم تعيين لجان للتقصي والمتابعة من قبل الجهات الرسمية المسؤولة في بعض الدول.

وأقترح اقتصار إعلان أنباء الوفاة على صلة الرحم من الدرجة الأولى ( زوجة – أم – أب – أخ – أخت – أبناء- أحفاد ) داخل الديوانية الافتراضية ذاتها. ويكون وقت الإعلان الساعة ٩-١٠ صباحًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن كان الأعضاء موزعين جغرافيًا في أماكن عدة، والهدف من ذلك الاقتراح هو تجنب انتشار الروح السوداوية وثقافة كره الحياة وترشيد وقت ومتابعة وتفاعل الأعضاء لما هو أجدى في استنطاق خلق محتوى حيوي وسد حاجة ساحة بالمفيد وطرق بناء اخرتهم ودنياهم واستنطاق أسلوب حياة أفضل، ففي التركيز على اخبار الوفيات بشكل فج إعدام لروح التفائل وقتل للطموح وفي التركيز على مواد الهياط والمسخرة والتفسخ إعدام لروح التركيز في الخير، وقتل لروح المحتوى الهادف وأد لروح المسؤولية. الأخبار السارة الكل يود أن يزفها للآخرين ونتمنى تكاثر الأخبار السارة في الأحياء والمدن وأرجاء الوطن كل الوطن وما حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى