بشائر المعرفة

أواني الطبخ هل هي آمنة على طعامنا

عدنان الغزال: الدمام

مع حلول شهر رمضان المبارك تصبح سيدات المنازل صديقات حميمات للمطابخ، حيث تتولى كثيرات منهن إعداد وجبات الإفطار والسحور، ويتفنن في ابتداع أكلات خاصة، ويستخدمن لأجل ذلك كثيرًا من أواني الطبخ التي قد يتفاعل بعضها مع الطعام عند طبخه أو تخزينه فيها، وهو ما وجد اهتمام مختصين حذروا من أن مواد بعض الآنية قد تهاجر إلى الطعام عند ملامستها له، خاصة إذا ما تجاوزت كمية تلك المواد المتسربة إلى الطعام النطاق المسموح به صحيًا.

وحذر متخصصون من أن آنية الطبخ قد تكون لها آثار سلبية على الصحة، لأن المواد التي تصنعها قد تتسرب إلى الطعام خصوصًا أن الحرارة عادة ما تكون عاملًا مساعدًا للتفاعل، محذرين في الوقت نفسه من تجنب استخدام الأحماض في بعض الأواني، ومشددين على أهمية اختيار الأنواع عالية الجودة والحفاظ عليها من الخدش أثناء تحريك الطعام أو أثناء تنظيفها.

ستانلس ستيل

أكدت الدكتورة أحلام الهاجري «دكتوراه في علم التغذية» لـ«الوطن» أن أواني الستانلس ستيل تعد الأكثر أمانًا ضمن قائمة أواني الطهي، حيث تتميز بمتانتها وتحملها للخدوش وتوصيل الحرارة بشكل جيد، وعلى عكس بقية الأواني لا تذوب مكونات صناعتها مع الطعام، مما يؤدي للحفاظ على الطعام بجميع خصائصه المفيدة.

وقالت «ينبغي عدم خدشها أثناء الغسيل بالسلك المعدني والذي قد يسهل مهاجرة أجزاء من تلك الآنية إلى الطعام، ولتفادي ذلك ينبغي عدم استعمال السلك الحديدي في تنظيفها، وفي حال التصاق الطعام بها يمكن نقعها في الماء والصابون ومن ثم غسلها. وعند شراء هذا النوع من الأواني ينبغي مراعاة الجودة والتي هي مرتبطة بالسماكة، خصوصًا القاعدة، كما أن الوزن العالي يعد أيضًا صفة جيدة في آنية ستانلس ستيل، كما ينبغي اختيار الجيد منها عند الشراء، حيث إن الأنواع غير الجيدة قد تحتوي على عناصر أخرى في التصنيع مثل النيكل أو الكروم، ومن أبرز عيوب أواني الستانلس ستيل غير الجيدة، الصدأ».

الحديد الزهر

أضافت الهاجري أن «الحديد الزهر واحد من المعادن القوية المتينة التي تدوم طويلًا، وهو متعدد الاستخدامات، وجيد، ويصعب كشطه، وهو غير لاصق، وجيد في الاحتفاظ بالحرارة، وأسعاره في المتناول، كما أنه جيد للطهي ويتحمل الحرارة العالية، والكمية التي قد تتسرب منه إلى الطعام ضئيلة جدًا ولا يوجد خوف من ضرره، ويمكن استعماله في الطهي والقلي والتحمير وفي الفرن أيضًا، وعلى النار بشكل مباشر».

وتابعت «أما عيوبه فهي ثقل الوزن وصعوبة الصيانة في حال انطعج».

ونوهت إلى أنه «إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع في نسبة الحديد في الدم فيجب أن يتجنب طهي الطعام في هذه الأواني».

الزجاج

ذكرت الهاجري أن «الزجاج (البايركس) يعد من أكثر المواد الخاملة التي لا تتفاعل مواده مع مكونات الطعام، ويحافظ على الطعام كما هو، كما أنه يقاوم الإصابة بالخدوش والتآكل، وهو مناسب أيضًا للميكرويف والأفران».

وعن عيوبه، قالت «من عيوب الزجاج أنه يوصل الحرارة بشكل كبير مما قد يؤدي إلى احتراق الطعام بسهولة، كما أنه قابل للكسر وينبغي التعامل معه برفق وحذر خصوصًا مع تغير درجة الحرارة أو التداول».

السيراميك

أكملت الهاجري معرجة على أواني الطعام المصنوعة من السيراميك، وقالت «هناك أوانٍ ذات قاعدة مصنوعة من الألومنيوم مغطاة بطبقة من السيراميك، تتميز بخلوها من المواد الكيميائية الضارة. وطبقة السيراميك تجعل الأواني سهلة التنظيف باستخدام إسفنجة ناعمة. وهي تمكن من طهي الطعام الصحي، لأنها تحتاج إلى كميات قليلة من الدهون. لا تتفاعل مع القلويات أو الأحماض من ثم لا تؤثر في نكهة الطعام ولا رائحته. كما تتمتع بقدرة على توزيع الحرارة وتوصيلها جيدًا مما يساعد على تسوية الطعام في وقت أقل. وتحفظ الطعام ساخنًا مدة أطول من الأواني العادية».

وعن عيوب الأواني السيراميك، قالت «هي لا تلائم بعض الأطعمة التي يتطلب طهيها درجات حرارة عالية جدًا. كما أنها سهلة الخدش، لذا ينصح باستخدام الملاعق الخشبية أو السيليكون معها وتجنب الملاعق المعدنية».

الجرانيت

أبانت الهاجري أن هناك أوانٍ مصنوعة من الجرانيت، وقالت «تتكون أواني الجرانيت من طبقة ألومنيوم أو كربون مغطاة بطبقة عازلة من البورسيلين والمينا تمنعها من التفاعل مع الأطعمة في أثناء الطهي، ومن مميزاتها أنها غير قابلة للصدأ، ولا تتفاعل مع الأطعمة المختلفة، من ثم لا تؤثر في نكهة الطعام ولا رائحته. ولا تحتوي على مواد كيميائية ضارة بصحة الإنسان. كما أنها تتميز بسطحها المانع للالتصاق ما يسهل تنظيفها».

وعن عيوب أواني الجرانيت، قالت «لا تُستخدم على سطح البوتوجاز المصنوع من الزجاج، حتى لا ينكسر هذا السطح. سهلة الخدش، ويجب تجنب خدشها حتى لا تتفاعل الطبقة الداخلية مع الطعام وتؤثر في الصحة».

النحاس

أوضحت الهاجري أن النحاس يعد من أقدم المعادن التي استعملت في صناعة آنية الطبخ فهو سهل التشكيل، ويعد موصلًا ممتازًا للحرارة.

وقالت «توزيع الحرارة داخل الأواني النحاسية جيد ومتعادل، وبالتالي يساعد في سرعة الطهي، ويفضل اختيار الأنواع المطلية بمادة عازلة، حيث إنه لا يؤدي إلى تسرب المعادن الثقيلة إلى الطعام».

وعن عيوب الأواني النحاسية، قالت «إنها سهلة الخدش وينبغي أخذ ذلك في الحسبان أثناء التنظيف وعدم استعمال السلك المعدني خلال التنظيف، فالخدوش تساعد على هجرة بعض مكونات النحاس إلى الطعام».

وأضافت «من العيوب أيضًا أن الطعام يلصق بقاع الأواني النحاسية بسهولة، وفي هذه الحالة ينبغي تنقيع الطعام الملتصق بالماء والصابون، كما ينبغي عدم استعمال الحمض في هذه الآنية مثل الليمون، الخل، صلصة الطماطم، كما يجب عدم استعمالها للبن الرائب لأنه يتفاعل مع النحاس بشكل سلبي ويكون مواد سامة ضارة بالجسم».

الأواني الفخارية

بينت الهاجري، أن الأواني الفخارية ذات الجودة العالية تعد آمنة جدًا للطبخ ولا خوف من تسرب المعادن إلى الطعام، هي تستعمل في طبخ الطاجن الشهير جدًا في تركيا والمغرب.

وقالت «الفخار يوصل الحرارة بشكل بطيء لذا فالطبخ والتسخين فيها يحتاج إلى وقت طويل وهو أكبر عيوبها، لكنها تعد آمنة صحيًا، ويقلل من فقدان العناصر الغذائية أثناء الطهي».

التيفال

ذكرت الهاجري أن «التيفال وهي أوانٍ مصنوعة من الألومنيوم مطلية بطبقة من مادة التفلون، وهي مادة خاملة كيميائيًا، لا تؤثر في مكونات الطعام ولا تتفاعل معها، من مميزاتها أنه لا يلتصق بها الطعام، وسطحها شديد الانزلاق لنعومة ملمسه».

وأضافت «طبقة التيفال ثابتة حتى في درجة حرارة عالية تصل إلى 250 درجة مئوية، لكنها تبدأ بالتحلل عند 440 درجة مئوية لذا ينبغي مراعاة ذلك خصوصًا في القوالب التي تستعمل في الأفران».

وتابعت «نتيجة الاستعمال المتكرر للتيفال وخصوصًا عند استعمال ملاعق معدنية لتحريك الطعام فإنه يتعرض إلى خدوش في طبقة التفلون التي تبدأ بالتآكل مما يؤدي إلى نزول مادة التفلون إلى الطعام وتلويثه بتلك المادة التي تسبب بعض الأمراض الضارة والخطرة على صحة الإنسان بما فيها السرطان، لذا ينبغي الحرص على استعمال الملاعق الخشبية لتحريك الطعام والتخلص من أوعية التيفال بمجرد ظهور الخدوش فيها، وعند تنظيفها يجب استخدام إسفنج ناعم وتجنب استخدام السلك الخشن».

الألومنيوم

شددت الهاجري على أنه لا ينصح باستعمال أواني الألومنيوم في الطبخ، رغم أنها توصل الحرارة بسرعة فائقة، وقالت «مع ذلك هناك ضرر محتمل إذا ما تسرب الألومنيوم إلى الطعام خصوصًا مع استعمال الأغذية الحمضية مثل الخل، والليمون، والطماطم مما قد يسبب اضطراب الغدة الدرقية، واضطراب الدماغ، وأمراض الشيخوخة والزهايمر».

جودة الاختيار

نصحت الهاجري باختيار الأواني المناسبة للطعام، واختيار الجيد منها عند الشراء لتأثيرها المباشر على الصحة، إضافة إلى التعامل معها بعناية عند الغسيل والطبخ كتجنب تغيير درجة الحرارة الفجائي مما يؤدي إلى كسرها أو تآكل الطبقة المطلية، أو استعمال الأغذية الحمضية في بعضها (النحاسية والألومنيوم)، أو تقليب الطعام بالملاعق المعدنية.

إقبال على الجرانيت

أبان باعة وعاملون في محلات لبيع الأواني أن الإقبال يتفاوت على شراء أنواعها.

ويوضح عقيل صالح العباد وهو يعمل في أحد تلك المحلات في الأحساء «ترتفع مبيعات أواني الطبخ مع قدوم شهر رمضان المبارك، ونلاحظ أن هناك تركيزًا على أواني الجرانيت والستانلس ستيل».

وبين أن «الستانلس ستيل يتمتع بالجودة العالية، والعمر الافتراضي الأطول».

كما أشار إلى أن التيفال الفرنسي بات محدودًا حاليًا في الأسواق.

وأضاف «هناك حاليًا سوق رائجة للأطباق الجمالية الخاصة بالحلويات، وهي الأكثر مبيعًا في المحل، إضافة إلى أطباق البلاستيك، والألومنيوم، التي تستخدم خلال الرحلات والسفر، وللتوزيع بين المنازل والعائلات».

وتابع «هناك زبائن كثر يتجنبون شراء أوانٍ غير لاصقة».

وتفيد دراسات علمية أن الأواني غير اللاصقة ضارة جدًا على الصحة لأنها في الغالب مغطاة بمادة التفلون، أو ما يسمى علميًا بمادة رباعي فلورو الإيثيلين التي تحتوي على مواد مثل الكادميوم والزئبق المسببة لأنواع مختلفة من السرطانات والأمراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى