أقلام

يوم العلم السعودي يوم مختلف باختلاف خصائصه

سهام البوشاجع

هو الشعار الذي يرمز للهوية وهو الرمز الذي يرسخ المبادئ الجميلة، العلم في نسيجه القماشي المتواضع يحمل قيم كبيرة ومفاهيم ثقافية وحضارية عريقة، ويعد العلم في المملكة العربية السعودية رمزا للدين والحكم والدولة، فهو بشعاره المرسوم عليه سيف أبيض وكلمة لا إله إلا الله المكتوبة بخط الثلث العربي يجسد معاني واضحة وصريحة، إذ يعني السيف المسلول تحت العبارة المكتوبة والموازِ لها، “الصرامة في تطبيق العدل” بينما تدل الشهادة على الحكم بالشريعة الإسلامية للدولة، وجاء ذلك متوارثاً من الراية التي كان يحملها حكام آل سعود حين نشرهم للدعوة وتوسيع مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، حيث كانت الراية آنذاك خضراء مشغولة من الخز (النسيج) والإبر يسم (أجود أنواع الحرير) مكتوب عليها لا إله إلا الله، والعلم السعودي اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها.
يعتبر العلم السعودي هو العلم الوحيد الذي لا يتم تنكيسه أو إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية. كما أنه يحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به لأماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، وذلك لما يحمله العلم من دلالة دينية تعتز بالدين بالإسلامي بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية، بالإضافة إلى السيف العربي الذي يرمز إلى الوطنية
وتشترك في حظر العلم الأفقي مع المملكة العربية السعودية ثلاث دول وهي: باكستان، البرازيل وسريلانكا، وبسبب الشهادتين فإن العلم السعودي ممنوع من الاستخدام على القمصان والملابس عامة، وقد أصدر شعار آخر يستعاض به عن العلم الرسمي بإمكان الشعب استخدامه في المناسبات الاجتماعية ويطبع على الملابس ويلوح به في المسابقات الرياضية وغيرها، وهذا الشعار يحمل فقط رمز النخلة والسيف دون كلمة التوحيد والشهادتين.
في 1 مارس 2023 صدر أمر ملكي يقضي بأن يكون يوم الحادي عشر من مارس كل عام خاصا بالعلم الوطني السعودي باسم “يوم العلم” مما دعا إلى الاحتفال به بما يليق وعراقته، واعتبار يومه مناسبة وطنية يحتفى بها.
مر العلم السعودي بست مراحل تطويريه إبان تطور الدولة السعودية منذ تأسيسها إلى يومنا الحالي فقد كان علم أخضر وهلال أبيض وسطه، رفرف العلم السعودي منذ الدولة السعودية الأولى، وكانت تسمى فيه إمارة الدرعية ما بين 1750 حتى 1818م.
ومع بداية رحلة الملك الموحد لنجد، والسيطرة عليها، اعتمد الملك المؤسس الملك عبد العزيز العلم السعودي حيث أزال الهلال، وتغييره بكلمة “لا إله إلا الله” على علم أخضر كامل وكتابة الشهادة بالخط الأبيض مع وجود مساحة بيضاء على يسار العلم. وهو ما يُعرف بعلم إمارة نجد منذ دخول الرياض عام 1902 حتى 1921.
وخلال رحلة الملك عبد العزيز وضم العديد من المقاطعات وأصبحت تُعرف بمملكة نجد منذ عام 1921 حتى 1926م تم تغيير العلم، وأصبحت كلمة “لا إله إلا الله” كبيرة على المساحة الخضراء، وأصبح الجزء الأبيض الطولي يمين العلم، كما أضيف السيف الأبيض أسفل كلمة التوحيد.
أما المرحلة الرابعة للعلم السعودي، فتم فيها إزالة السيف، وأصبحت الراية الخضراء، محاطة بلون أبيض تتوسطها كلمة التوحيد باللون الأبيض، حيث رفعت هذه الراية منذ عام 1926 حتى 1932م تحت اسم مملكة نجد والحجاز، لتبدأ المرحلة الخامسة والمهمة في تاريخ العلم السعودي منذ إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932م، حيث أصبح العلم أخضر بالكامل كتبت عليه كلمة التوحيد بشكل كامل باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد السيف الأبيض حيث يكون السيف نهايته مع بداية كلمة التوحيد.
وكانت المرحلة السادسة والأخيرة للعلم السعودي في عهد الملك فيصل عام 1973على يد حافظ وهبة الذي صممه من قبل وأدخل عليه بعض التعديلات البسيطة على العلم السعودي في مقاسات العلم وكلمة التوحيد كما غيّر بداية ونهاية السيف الأبيض، وأصبح المقبض أسفل بداية كلمة التوحيد، وينتهي بنهايتها نحو السارية كناية عن انتهاء القتال وأصبح رمزًا للقوة والمنعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى