أقلام

النية وثمرتها العمل

صالح المرهون

البداية هي النية وثمرتها العمل، سواء في مجال الخير أو الشر، عن الإمام الصادق(ع) قال:( مامن عبد يسر خيرًا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر الله له خيرًا، ومامن عبد يسر شرًا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر الله له شرًا)

مع مرور الوقت تتحول النية والرغبة إلى عمل خارجي، ولهذا يشجع الدين على توافر النية الصالحة بشكل دائم، بحيث يرغب الإنسان نفسه في عمل الخير والصلاح، وأن ينوي القيام بأعمال الخير حتى وإن لم يكن قادرًا على فعل الخير بشكل فوري، حتى تكون نفس الإنسان عامرة بنية الخير، وتفكيره متجها صوب العمل الصالح بشكل دائم، وهذه النية تتحقق في يوم من الأيام، أو تكون أقرب إلى التحقق، وفي الروايات أن الله تعالى يكتب للإنسان ثواب عمل الخير الذي نوى، حتى وإن لم يفعله،فمجرد نية عمل الخير ينال بها الإنسان الأجر والثواب، في رواية عن الإمام الرضا(ع) (يقول الله للملائكة: هلموا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها- قال: – فيقرؤونها، ثم يقولون: وعزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئًا، فيقول: صدقتم، نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها) ينوي المؤمن أن يبني مسجدا أو حسينية، أو يزوج الشاب الأعزب، أو يساعد عائلة فقيرة في بناء بيت لهم، وقد لا يتمكن من تحقيق هذه النية، لكنه يجد ثواب ذلك كله في سجل أعماله الصالحة يوم القيامة،

وعن الإمام علي: (إحسان النية يوجب المثوبة)، وفي حديث مروي عن رسول الله صلى (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له مانوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه) هذا كرم الله ورحمته ولطفه، وما على الإنسان إلا أن يعزم على عمل الخير، فالنية الصالحة مقدرة عند الله تعالى، في مختلف مجالات العطاء والإنفاق، وعمل الخير بشكل عام.

آثار نية الشر

في المقابل على الإنسان ألا يفسح المجال في نفسه لنمو رغبات السوء، ذلك أن مرور تلك الرغبات على شاشة النفس أمر طبيعي، بسبب النزعات الشهوانية عند الإنسان، ولكنه تارة ينمي تلك الرغبة في نفسه، بالتفكير المستمر فيها، وتمني تحقيقها، وهنا يكون أقرب للوقوع في السوء، وتارة أخرى يكون الإنسان يقظًا فيحاصر تلك الرغبات السيئة، فبمجرد أن تبدو في نفسه يكبحها وصرف فكره عنها، ويستحضر سوءها،

وبذلك ينجو من الوقوع فيها، إن الله بلطفه ورحمته لا يحاسب الإنسان على النية السيئة، فعلى الإنسان أن يمنع نفسه من التفكير في المعصية مع أول بادرة أو خاطرة، سواء كانت مخالفة بينه وبين ربه، أو إساءة إلى الآخرين، وإذا حدثتك نفسك بمقاطعة شخص، أو الإساءة إليه، عليك أن توجه هذه الخاطرة، وتصرف فكرك عنها، ولا تتركها تنمو في نفسك، لأن هذا يجعلك أقرب للمعصية كما ورد عن الإمام علي(ع) (من كثر فكره في المعاصي دعته إليها)

أحيانًا يتلذذ الإنسان بتخيل ممارسة المعاصي، فيخطو الخطوة الاولى نحوها، بينما عليه أن يتجنب ذلك،

وكم إنسان وقع في الحرام والمعاصي والبداية كانت التخيل والتفكير فيها،

اللهم أبعدنا عن تلك المعاصي، وارزقنا عمل الخير والصلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى