أقلام

ربّتني قصة

منال بوخمسين

من أجمل اللحظات في طفولتي تلك التي كنت انتظرها بشوق ، حينما كنا نجتمع أنا وإخوتي وأمي تحكي حكايتها …

ومن أكثر القصص التي أثارت انتباهي ورسخت في ذهني منذ الصغر قصة (نبي الله موسى عندما أمسك بالجمرة وكيف بقدرة الله نجاه من شر فرعون )

وقد لمست فعالية القصص في رياض الأطفال من تجربتي
نشاهدهم يتفاعلون معها ونرى أعينهم محدّقة ..وأفواههم مفتوحه من شدة التركيز والإنصات ..ممايتولد لديهم حافز بتقمّص شخصيات أبطال القصة

نحن نعلم أن القصة محببة للنفس الإنسانية وتؤثر تأثيراًقوياً على الكبار فكيف على الصغار ؟
وخير دليل أن القران الكريم استخدم الأسلوب القصصي للترغيب والترهيب
هل نحن كذلك ؟
هل نستخدم القصة في أسلوبنا التربوي ؟

مامدى تأثيرها في غرس القيم وعلاج السلوك ؟

أجريت بحثاً في هذا الموضوع ووجدت دراسات نفسية وتربوية تثبت ذلك
مثلاً (قصة الأيدي ليست للضرب ) لمارتن أجاسي ، تعالج مشكلة العنف تحديداً الضرب لدى الاطفال .

فهي تعرض استخدامات متكرره للأيدي في السلام واللعب ومسك الأشياء والكتابة والرسم والإحتضان والسباحة وغيرها من السلوكيات الإيجابيه المفيدة..
وقد وجدنا بعد تكرار قراءة القصة
أن نسبة الضرب لدى الأطفال انخفضت بشكل كبير ..

ومن اللطيف أن إحدى الأمهات قد أخبرتني عندما غضبت من ابنها ورفعت يدها وأرادت أن تضربه ،نظر الطفل إليها وابتسم وأمسك يدها ، وقال : بنبرة بريئه أمي الأيدي ليست للضرب الأيدي للسلام ، فخجلت واحتضنت ابنها ، فالأطفال يربّوننا أيضاً، بمعنى أنهم ينظرون بأننا قدوه في تربيتنا لهم ونحن السيناريوا الواضح للتطبيق ..

كلما يصدر من ابني سلوك غير مرغوب علي أن أراجع نفسي ..هل أنا اقوم بهذا السلوك …ابني مرآتي

رسالتي إليكم بكل حب انثروا جمالاًبأفواهكم تصل لقلوب أبنائكم

وانتهت الحكاية
والسلام …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى