أقلام

شِويةْ قِدامْ

أمير الصالح

يحدث كثيرا عندما تقف في محطات تعبئة وقود السيارات لملئ خزان وقود سيارتنا و بعد اطفاء المحرك ، بأن ياتي العامل الأسيوي او الأفريقي و يقول لنا بلطف او بشي من السجية الطبيعية له : “شويه قدام ” . و يشير بيده نحوك / نحوه لتحريك سيارتك/ ه للامام قليلا . و يقع ذلك الطلب الصادر من العامل الاسيوي أو الأفريقي على مسامع البعض من قائدي السيارات بصور مختلفة . فالبعض من الناس لاسيما القادم من بيئة مفرطة الحساسية بالنظرة الدونية نحو الانسان الافريقي او الاسيوي أو من اصحاب المزاج المتقلب في التعامل مع العمال الاسيويين أو الافارقة، يشعر تخيلا منه بالإهانة لانه استقبل أوامر من شخص لايراه أهلا لاصدار تعليمات له حتى لو كان ذلك على شكل إشارة باليد و بهدف بها تقديم خدمة له . و هنا قد تتحفز تلكم النفوس لرد الانتقاص المُتخيل من انفسهم بانتقاص فعلي و علني و موبخ يوقعه على ذلك الشخص الغريب و الفقير المحتاج و البسيط و الكادح .

نعم لا نبرأ كل الاسيويين و الافارقة من بعض سلوكيات الاستفزاز ، و لكن الاغلب قدموا من بلدانهم و انتشروا في الارض من أجل اكتساب لقمة العيش الحلال و حفظ ماء الوجه و صيانة كرامة ابناءهم في بلدانهم. و من المروءة و الشهامة و حسن الاخلاق ، صيانة وجه الآخرين لاسيما كل من سعي و يسعى في طلب الرزق الشريف . و نهمس في اذن كل مفرط الحساسية و المتغطرس ان يروض نفسه على كظم غيظه و يعفو عمن اساء له ، فكيف و الحال ان ظلمه يُوقعه على من سعى لخدمته . فلطفا عند سماع جملة ” قدام شوية” من عامل بسيط كادح ، أبتسم في وجهه و تذكر انه مُعدم و غريب و بسيط و مُثقل بالهموم و قد يكون متدني الحظوة بالتعليم . و كن انت مُحسن له . و قد سيارتك للامام بضع سنتيمترات . و ان امكنك و توفر لديك قارورة ماء باردة فناوله إياها علها تخفف حدة العطش الذي يشعر بها. و تذكر ان الله سبحانه و تعالى يُحب المحسنين و يكره المتكبرين. فكن من المحسنين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى