لقاءات صحفية

عبد الله الفرحان.. تجربة فن عمرها خمسة وأربعون عامًا 

رباب حسين النمر: الأحساء

– تأثرت كثيرًا ولا أزال أتبع أثر الخطاطين الأتراك.

– كنت أحب أن أكتب كثيرًا، وأكرر كتابة الواجب أكثر من مرة.

– يعتمد الخطاط المتمرس على القصب، والمحبة، والحبر العربي الجيد، والورق الفاخر.

لزمتَ الحسامَ فلمَا تلوحُ بهِ

على الصفحةِ البيضاءَ أعوامَا

وفُزتَ بعونِ اللهِ ولم تزلْ

ورفعْتَ لنصرِ الفوزِ أعلامَا

نحتَّ في الصخرِ لك اسمًا

سلِمَتْ أناملٌ تعانقُ الأقلامًا

حاربوكَ وأبيْتَ إلا أن تكونْ

وبقيتَ حرًا تكسٍّرُ الأصنامَا

أسميتَ نفسك بجميلِ لقبٍ

حسامٌ بيدك وأنجبت حُسامَا

يستوقفك جماله، تتجول في تفاصيله الدقيقة وطريقة كتابة الأحرف والكلمات!

هو الذي يمنح الشوارع زهوًا والمدن حيوية والمرافق حياة!

ولو اختفى سيتحول الكون إلى خارطة عائمة على المجهول!

به تُكتب التعليمات واللوحات الإرشادية وأسماء الأماكن والمحلات، وبه تُنحت الأسماء النخبوية على الأخشاب والمعادن وعلى أغلفة الكتب!

هل لك أن تتخيل حياة دون الخط العربي؟

ووراءة جنود مبدعون حباهم الله موهبة فذة دأبوا على صقلها وتطويرها فقاتلوا الصعوبات وقهروا المستحيل حتى وصلوا إلى مراتب تذهل الرائي وتنطق جمالًا.

ونحن اليوم في حضرة موهبة يتيمة، صنعت بأناملها المبدعة تاريخًا من الفن امتدت أعوامه عمرًا تخطى الخامسة والأربعين حتى أصبح مدرسة مستقلة طارت شهرتها في الآفاق ويشار إليها بالبنان، ويتتلمذ على يديه من يهوى فن الخط العربي ويراوده هاجس تطويره واكتسابه.

نحن بين يدي خطاط سعودي مشهور ولد في مدينة الدمام، وتميز بإتقان فن الخط العربي مما جعله يحوز الشهرة في المجتمع الفني والثقافي.

نشأ الخطاط المبدع عبد الله الفرحان في أسرة تهتم بالفنون التقليدية، وظهرت موهبته المبكرة في مجال الخط العربي، وبدأ مشواره الفني منذ الصغر حينما تلقى تدريبًا وتعليمًأ رسميًأ في مدرسة الخط العربي، فتعلم تقنيات الخط الكلاسيكي والديواني وخط الثلث، وغيرها من أنماط الخط الفنية.

قدم الفرحان العديد من الأعمال الفنية المميزة وشارك في العديد من المعارض الوطنية، وحاز على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبته وإسهاماته في مجال الخط العربي.

وتعد سيرة الفرحان مثيرة للاهتمام حيث استطاع أن يثبت نفسه فنانًا بارزًا في ميدانه، وأن يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي العربي من خلال فنه الراقي الجميل.قدم العديد من الأعمال الفنية الرائعة.

ويتميز الفرحان بمهارته الاحترافية في فن الخط العربي، وقام بتطوير أسلوبه الخاص حيث مزج بين التقاليد الكلاسيكية والتجارب الجديدة.وتميزت أعماله بالدقة والتفاصيل الدقيقة والتوازن الجمالي. إن أعمال الفرحان محبوبة ومشهود لها بالجمال.

عبد الله الفرحان حفر اسمه بإزميل العمل الدؤوب في شريان الوطن، وأثبت ذاته وترك بصماته في كل مكان. وتعد سيرته مصدر إلهام للشباب المهتمين بالخط العربي ولهم رغبة في تطوير مهاراتهم فيه، كل هذا الفيض الجمالي يتجسد أمامنا خلال الأسطر القادمة ضيفًا بشائريًا، في استضافة تفوح برائحة الحبر والقراطيس وتدندن فيها غشقات القلم برشاقة وبراعة.

– في بطاقة صغيرة اكتب تعريفًا بنفسك

عبدالله عيسى الفرحان (بو حسام)

من مواليد محافظة الأحساء المبرز (حي السياسب).

لكل إنسان معطاء تاريخ إنجازات، فهل تطلعنا على تاريخ إنجازاتك؟

إن الوصول إلى النجاح وتحقيق الأحلام الكبيرة هي سمة الأبطال الشجعان الذين آمنوا بأنهم يستحقونه الأفضل، فعملوا في الليل والنهار لتحقيق ما هم بحاجته.

– التحديات والعراقيل أحجار عثرة في طرقات المبدعين، كيف تجاوزتها؟

العزيمة والقوة أمران مترابطان لتحقيق النجاح، ويجب علينا دومًا الاعتماد عليهما والتمسك بهما فالإرادة القوية تصنع المستحيل.

– الموهبة مادة خام تحتاج إلى صقل حتى تخرج أمام العالم بشكل براق ولافت، كيف صقل الفرحان موهبته؟

يحتاج صقل الموهبة إلى ضرورة معرفة دروب فن الخط وأسراره والمزيد من الاطلاع، ثم محاولة التجريب والاستفادة من أصحاب الخبرة والدراية.

ماذا عن الدراسة الأكاديمية للخط العربي والدورات التي أتممتها؟

أتممت عدة دورات في معهد النهضة بالهفوف، وحصلت على الإجازة في خطي الرقعة والفارسي في ذلك الوقت، وأتممت دورة في المعهد الصناعي في فن الزخارف والتقدير، ودورات في ديوان العرب (تخصص تصاميم وفنون خط في الحاسب الآلي)، ودورات في جمعية البر بالمبرز تخصص تصاميم في مجال الخط، ودورة في مصر عام ١٤٠٩ هجري في الجمالية.

وقدمت دورات كثيرة داخل البلاد وخارجها، وكثير تتلمذوا على يدي ولا أزال أقدم دورات حضوريًا أو عن بعد أون لاين.

الخط العربي خط جمالي يلفت النظر ولا سيما للمحترف العارف، من الذي لفت انتباهك في حقل الخط العربي وتأثرت به؟

تأثرت كثيرًا ولا أزال أتبع أثر الخطاطين الأتراك، مثل الخطاط سامي أفندي _ محمد شوقي _ نظيف _ حامد الآمدي _ كامل.

كيف تعرفت على الخط العربي وكيف كانت ممارساتك الأولى له؟

تعرفت على الخط من الأساتذة في مرحلة الدراسة الابتدائية، وكانت ممارستي للخط العربي على السبورة بالطباشير، وكنت أحب أن أكتب كثيرًا، وأكرر كتابة الواجب أكثر من مرة.

ما عدة الخطاط وأدواته التي تلزمه للخطاطة؟

في السابق حتى الآن يحتاج المبتدئون أقلام الروكو، وأقلام الخط المشطوفة. اما إذ تمرس المتدرب واستوت أعصابه وتهيأت للخط فسوف يعتمد على القصب، والمحبة، والحبر العربي الجيد، والورق الفاخر.

ما الأحبار التي يستخدمها الخطاط العربي؟

الأحبار كثيرة، وأجودها حبر الشمندر الألماني، ثم الصيني والإيراني والعراقي، وغيره.

 ما المواد التي تخط عليها؟ 

أوراق رول أبيض بلوتر، وتدهن بمواد النشا وزيت البندق. وهناك أوراق جاهزة مصقولة مقهّرة وأوراق قديمة مثل الرقع.

ما الميادين التي تدعو الخطاط للمشاركة واستغلال موهبته؟ 

– الميادين الإدارية

أحب الأعمال التي وجدت نفسك بها؟

أعمال الخط على الجداريات والأقمشة، لأن مهارات الخطاط وإبداعه يظهر فيها.

ما ردود أفعال محيطك حول أعمالك؟

ردود اعتزاز وفخر فهم يفخرون أولًا بكوني سعودي وأنتمى لهذا البلاد الطيبة، وتشعر عائلتي ومنطقتي وكل من يعشق فني من القريب والبعيد بالفخر.

ألكم مشاركات دولية؟

(لا) بل مشاركات داخلية لا تحصى ولا تعد.

الجوائز التي أحرزتها؟

جوائز كثير وخطابات شكر وثناء وتكريم ولقاءات وحورات لا تحصى.

ماذا أعطاك الخط وماذا أخذ منك؟ 

يكفي مقالة أمير المؤمنين علي عليه السلام: (عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق)، وقالوا وكتبوا الكثير في الخط.

أعطاني الخط العربي حب الناس لي ولهذا الفن وهو من أجمل الفنون على الإطلاق وامتدحه أحد الشعراء بقوله: كفى قلم الكتاب فخرًا ورفعة مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم. وأخذ مني الخط العربي الوقت الكثير وكنت أصمت وأنطق بكتابة الحرف العربي.

لكي تكون خطاطًا .. ماذا عليك أن تفعل؟ 

عليك التحلي بالصبر والتصبر والمصابرة.

هل الخط صناعة أم موهبة ؟

مزيج من الموهبة والعلم،

فيمكن للموهوب الذي حباه الله ملكة الخط أن ينمي مهاراته بالكتابة.

– قصص أثيرة ومواقف طريفة حدثت لك محورها الخط العربي

من عام ١٤٣٤ هجري إلى عام ١٤٤٢ هجري كنت مرشحًا في اللجنة الإعلامية ( للخط العربي) في الحج بقافلة الرسالة بالمبرز، وكنت أكتب اللوحات الدينية والإعلانية، والأحاديث النبوية في مقر الشركة أو القافلة على شكل معارض سنوية. وكنت أوقع بعض لوحات مرة باسم الفرحان، ومرة بكنيتي (بو حسام).

وفي يوم من الأيام التقيت أحد الحجاج في مقر الشركة فسألني قائلًا: (عدم المواخذة لا تزعل أنت بوحسام اللي تكتب اللوحات؟)

قلت له: نعم.

فقال:(الخطاط الفرحان أقدم منك ولوحاته أجمل) فتبسمت وذهب هو لحال سبيله.

وبعد أن سأل المتواجدين قالوا له: الفرحان هو بوحسام ذاته.

هل تمتلك فرامة ورق وماذا تلقي فيها؟

لا أمتلك فرامة، بل القديم من خطي احتفظ فيه وأتعلم من بداياتي والجديد من القديم.

…….

وقبل نقطة السطر الأخير تتقدم صحيفة بشائر الإلكترونية بالشكر والتقدير للخطاط السعودي عبد الله الفرحان لقبوله دعوة الحوار وبذل وقته الثمين.

…………..

أبيات مدح شعرية نظمها فيه الشاعر عباس الفرحان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى