أقلام

التنبوء السلوكي للآخرين عند قيادة السيارة

أمير الصالح

“القيادة: ذوق وأخلاق وفن”، هو شعار إدارات المرور في معظم الدول على مدى سنوات طوال. وأرى أنه حان مراجعة الشعار، ليُقرأ : “القيادة، ذوق وأخلاق وفن وحسن تنبوء”.

نؤمن بأن الالتزام بالأنظمة المرورية والانتباه التام وعدم التشتت أثناء القيادة وإعطاء الطريق حقه، وحفظ حقوق المارة ستلغي الفوضى المرورية، وتحد من الحوادث بالمركبات، ونؤمن أيضًا، بأن القيادة للمركبة تعكس إلى حد كبير أخلاق وسلوك الشخص الذي يقودها ورزانته وطرق استعماله للمتلكات الخاصة واحترامه للأنظمة. ولكون إدارات المرور حول دول العالم أسهبت في تغطية مفردات الأنظمة والضوابط وجزئية الأخلاق، ومنح الافضلية المرورية عبر حملات تثقيفية وتلفازية أود أن أسلط الضوء على مفردة: التنبوء السلوكي لقائد/ة المركبة.

قبل عدة سنوات تم تدشين مرحلة فسح حق قيادة المركبات للمرأة في عدة دول عربية. واليوم نعيد قراءة المشهد بهدف تدارس تحسين السلوك التنبؤي لكل من الرجل والمرأة أثناء قيادة المركبات واستخدام الطرق. لم أقف على دراسة إحصائية تبين معدل الحوادث السنوية التي تسببها المرأة مقابل الرجل، و لم أقف على دراسة أكاديمية محلية تبين مستوى التقيد بالأنظمة المرورية من جهة الرجل والمرأة.

أحسست بأن سلوك القائد للمركبة بناءً على الجنس من بعض المواطنين أمر مهم وسيعزز مخرجات الرسائل التوجيهية. ونقترح تبني دراسة محلية معمقة في هذا الشأن

الجنس: النساء، وينقسم لعدة مراحل عمرية:

ا- الشابات

ب- المسنات

كان تدويني لملاحظات معينة تعين السائق على تحسين مستوى التنبوء السلوكي لقائدي المركبات الأخرى. وأشارككم التالي:

إذا رأيت حديث القيادة للسيارة ( مراهق / امرأة/ فتاة/ رجل) بغض النظر عن العمر يقود/ تقود سيارتها و فجأة اشتغلت مساحات المطر الأمامية، فانتبه !..فإن نية قائد المركبة أن ينعطف بالسيارة نحو اليسار.

إذا رأيت امرأة/ فتاة فاتنة ومتبرجة تقود سيارتها وفجأة تدافعت سيارات بعض الشباب خلفها، فانتبه!..فإن الفتاة قد تكون مستهدفة/ ضحية/ مستعرضة لمفاتنها وتتعرض لنوع من المغازلة، وقد تكون مغازلة من كلا الطرفين لبعضهم البعض، فكن حذرًا وتجنب تلكم السيارات وابتعد عن الموقع لأن التسارع والسرعة للمركبات ستتفاوت بشكل دراماتيكي ومستفز، وقد يحدث حادث تصادم.

إذا رأيت امرأة كبيرة في السن/ رجل كبير في السن تقود/ يقود سيارتها/ ته ،فانتبه !..فإن المرأة المسنة/الرجل المسن قد يعاني من بعض الامراض المزمنة أو ضعف البصر أو السمع أو عمى الألوان، فكن حذر واترك مسافة بينك وبين سيارتها/ه أو تجاوز المكان بأسرع ما يمكنك.

إذا لاحظت عدم الالتزام بالمسار من قبل قائد المركبة الأخرى، فتارة ينحرف يمينًا وتارة شمالًا، فلا تتردد بإطلاق البوق لتنبيهه والايحاء له بضرورة إمساكه المقود وتجاوز مكان تلكم المركبة عند أقرب فرصة.

بعض السائقين المراهقين وبعض السائقات المراهقات يُستحسن إفساح الطريق لهم وتفادي التماس معهم والإعراض عن توجيه أي نصح لهم/ لهن، فبعضهم/ هن قد لا يكون على نضج وخلق، وقد يتجاوز في تطاوله بأن يصدمك أو يصدم سيارتك. وإن كان لا بد من التحدث معه فوثق الحدث من البداية لتقديمه كدليل للجهات الرسمية عند التقاضي.

سلوك القائد للمركبة بناء على الجنسيات:

١- أبناء مناطق شبة القارة الهندية

السائق الهندي/ البنغالي بالخليج العربي يطغى على غالبيتهم الخوف والارتباك والتردد عند القيادة. وقد يجعلونك تصدمهم أو يضطرونك إلى أن تصدم غيرهم بسبب أنماط قيادتهم للسيارة غير المهني إطلاقًا. فغالبيتهم يقودون السيارة بسرعة متدنية جدًا في شارع مخصص للسرعات العالية وبين المدن، واُطالب بإصدار قانون مروري يعاقب كل سائق يقود مركبته بسرعة أقل من ٧٠٪؜ من الحد الأقصى المسموح به نظامًا في المسار الأيسر. فمن غير المعقول أن تقود أنت مركبتك في طريق السرعة المسموح بها ١٢٠كم/س، وتصادف أمامك مركبة يقودها سائقها بسرعة أدنى من ٨٠ كم/ س ومساره الخط الأيسر من الطريق، المخصص للتجاوز.

٢- بعض مواطني الشمال الأفريقي يطغى عليهم شمال شرق أفريقيا، وهم أصحاب فئات سلوكية مختلفة في القيادة للسيارات بين الجيد والرديء، ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة أن بعضهم يفتعل حوادث سيارات عند الدوارات والتقاطعات مع الفتيات والمسنين بهدف الابتزاز العاطفي أو استحصال أموال نقدية كتسوية خارج نطاق الإجراءات وخارج نطاق التأمين للسيارة، أو حتى التعارف مع الجنس الآخر. ننصح بالحزم وتوثيق الأحداث باستخدام جهاز الكام داش لتوثيق الأحداث وحفظ الحقوق. وأقترح عمل سجل رسمي لكل وافد، يشمل سجلة ويوثق أي سلوك يستغل أو يبتز النساء وكبار السن في أي معترك حياتي بما في ذلك التنقل بالسيارة أو التوظيف أو العمل أو خدمات الصيانة.

٢- قائد المركبة الأوربي والشمال الأمريكي:

ليس لهم تكتل بشري كبير ولا ملموس في معطم المدن باستثاء المدن الكبرى، إلا أن هناك حضور متواضع لهم في بعض المدن الصناعية والإدارية، وهم الأكثر التزامًا بالقواعد المرورية، إلا إذا اشتبهت بأن قائد المركبة متعاطٍ لشي محظور كالخمور. فكن حذرًا ولا تتردد بإبلاغ موظفي الجهات الرسمية للحفظ على الأرواح، ووثق بالفيديو السلوك القيادي الدليل القاطع.

سق مركبتك بذكاء

في كثير من المدن حول العالم، يكسر قائدو السيارات قواعد المرور بسبب خططهم لعمل اختصارات في الطريق أو الاستعجال لإدراك موعد/حدث/ شيء ما. وهذا الأمر حتمًا سبب ويسبب عددًا ليس بالقليل من الحوادث المرورية، وعليه أقول حيثما تكون وتسافر وتتنقل، سق بذكاء وتنبأ بسلوك الآخرين لتجنب سوء أفعالهم.

استخلاص العِبر

كثيرة هي الأفلام التثقيفية ومقاطع الفيديو التعليمية والتوعوية المخصصة لتغطية أنواع السلوك وأساليب تجنب الحوادث المرورية إلا أن القليل من الناس يستخلص العِبر بعد مشاهدته لها ويطبقها في حياته العملية.

ختامًا

أتمنى رفع سن استصدار رخص القيادة إلى سن ٢١ سنة للمواطنين والمواطنات، وأتمنى حجب حق القيادة وإيقاف رخص القيادة لعدد من السنين لأي سائق مستهتر كعوقبة له. كما أتمنى إخضاع كل العمالة الوافدة التي تريد استحصال رخص قيادة للمركبات بإجراءات واختبارات ميدانية متعددة، وكذلك إدراجهم بدورة القيادة الدفاعية لتحسين أنماط قيادتهم للمركبات داخل المدن وخارجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى