بشائر المجتمع

خطبة الجمعة.. الناصر يستقصي آثار الدعاء بالهداية

 

رقيةالسمين، فاطمة الناصر _الدمام

أوصى سماحة السيد علي الناصر السلمان بالالتزام بتكليف الزوج الشرعي تجاه زوجته، محذراً من تنقيص حقوقها في النفقات بقوله:”على الزوج توفير السكن والكسوة والمأكل والمشرب بما يقتضي بمقام زوجته، بل وعليه أن يوفرلها ما يكملها ويجملها من أمور الزينة حيث تعتبر هذه الأمور جزءاً من حياة المرأة، وإن تطلب بما يتماشى من مقامها واستطاعة الزوج، من توفير خادم أو خادِمه وسيارة خاصة”.

ونوه في سياق حديثه بخطبته ليوم الجمعة بجامع الإمام الحسين(ع) في حي العنود، إلى حق الزوج من زوجته ألا تخالفه بما يتعارض مع حقه الشرعي في تمكينه منها، واستئذانها في خروجها من منزله وإلا تسقط بالمقابل جميع حقوقها عليه.

ومن جانب آخر حذر من الكسل، الضجر، التواني والتسويف في الواجبات الدنيوية والاخروية، مستشهداً بقول الباقر (ع) “الكسل يضر بالدين والدنيا”، وقال: “الإنسان الكسول لا يعمل لدنياه كما أنه يضر بـ آخرته”.

وأشار الى آثار حالة الكسل وماتسببه من عزوف عن بعض العبادات والواجبات الشرعية، ويأتي مقابلها الهمة والنشاط، مما يدفع الإنسان لإنجاز مهامه اليومية الشرائعية والاجتماعية على أكمل وجه، مستشهداً على ذلك بقوله :” فإياكم والكسل فإنه يضر بدنياكم وآخرتكم”.

كما أكد على ذلك بقول الصادق (ع): “من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لامر آخرته، ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لامر دنياه” نابذاً الضجر و التسويف والتأجيل مما يقلل من فُرص الفرد بجني ثمرات جده واجتهاده بالدين والدنيا.

وفي جهة اخرى بالعنود حرص الشيخ محمد الناصر على استقصاء الآثار المترتبة من قوله تعالى: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”، والتي تتلى بشكل يومي في صلواتنا اليومية الواجبة كما المستحبة، مشيرا أنه من خلال هذه الآية المباركة نسأل الله الهداية ومن آثارها الاستقامة أي تكامل الانسان وهي ثمرة العبادة، مستحضراً حديث الصادق (ع) في تبيان معنى الآية “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”، فقال: “أرشدنا إلى لزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنتك من أن نتبع أهواءنا فنعطب”، وذلك في خطبة يوم الجمعة.

وبين أن الحديث للصادق يستشف منه ثلاث أمور:
الأولى: أن كل عمل مبغوض لله لا يحبه فهو مُبعد عن الصراط المستقيم، لأنه محبته لمن يتولاه ويقر بالعبودية في القول والعمل.
الثانية: أن هذا لازمة ونتيجة مؤكدة وهي الجنة لا غير.
الثالثة: أن الطريق الذي يغلب عليه الأهواء والغرور والانحرافات ليس طريقاً مستقيماً وأن النتيجة العطب أي الهلاك.
وقال لذا الشيطان الرجيم أدرك أن الانسان إذ استقام في عقيدته وعبادته وأخلاقه، تحققت طموحاته وهو ما لا يبتغيه الشيطان بل يريد يظهر خزيه، لذا توعده كما ورد على لسانه “لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ”، فإذا تمكن الشيطان من قلب ابن آدم ينسيه نعم الله وآلاءه عليه، فيتخلف عن عبادة الشكر وهو انحراف عن الصراط المستقيم.

وأثار الناصر تساؤلاً استفهامياً “ما هو هذا السراط المستقيم الذي ينبغي ويجب علينا أن نتمسك به”، مبينا أن جوابه يتضح من خلال قوله تعالى “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ” وكذلك يستفاد منها ثلاث حقائق:
الأولى: أن الاهتداء إلى الصراط المستقيم لابد أن يكون ضمن ما أمر الله به تعالى ورسوله.

الثانية: أنه لا يتم الاهتداء للصراط المستقيم إلا باتباع نبي الله محمد والذي يعني طاعته فيما أمر وفيما نهى “ما آتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”
الثالثة: هو أن رسولنا في كثير من المواقف والمحافل دعا إلى اتباع أهل البيت وأن معصيتهم ضلال، وحديث الثقلين المتوفر بين المسلمين بصيغ مختلفة يبين ذلك.

وتابع، هذا كله يدلل على أن الاستقامة تتحصل من خلال اعتبارهم أئمتك وقادتك، وكذلك العبادة والأخلاق والتعامل الحسن يدلل على ذلك، لذا كان هناك تحدٍ في تلخيص مبادئ الاسلام في كلمة، مستذكراً حدثاً على لسان الشيخ مغنية في تفسيره الكشاف في تاريخ 21 نيسان سنة 967، نقلاً عن كاتب المقالة ضياء الريس في جريدة الجمهورية المصرية، أنه قرأ في مجلة أدبية لكاتب عربي شهير بينما كان في البعثة التعليمية بإنكلترا، اشتبك في نقاش جاد مع انكليزية مثقفة حول الاسلام والمسيحية، فقالت الانكليزية متحدية جميع المسلمين بشخص الكاتب المسلم، “إني ألخص مبادئ المسيحة كلها بكلمة واحدة هي المحبة فهل تستطيع أنت أن تأتي بجميع مبادئ الاسلام؟” فأجابها الكاتب المسلم “أجل كلمة التوحيد”.

وبعد نقل ضياء الريس هذا الجواب عن الكاتب، أبدى اعتراضه وقال: “لم يكن هذا الجواب موفقاً، ولو وجهه لنا السؤال لأجبنا الرحمة”، مستدلا بقوله تعالى ” بسم الله الرحمن الرحيم” وقوله تعالى ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، علق الشيخ مغنية رحمه الله صدق الريس في قوله أن الكاتب لم يوفق في جوابه، ولكن الريس أيضا لم يكن موفقاً في اختياره كلمة الرحمة، لأنه لم يزد على ما قالته الانكليزية حيث أخذ كلمة المحبة منها وترجمه إلى كلمة الرحمة وعلى هذا لا يكون للإسلام أي ميزة على المسيحية، ثم قال مغنية: لوكن حاضراً مع البعثة العلمية لأجبت الاستقامة لأنها الكلمة الجامعة المانعة، فإنها تجمع جميع مبادئ الاسلام من أصوله وفروعه وتعاليم أخلاقية، وهي مانعة لأن الاستقامة ليس فيها عوج ولا انحراف عن الحق.
واختتم الناصر بمصاب الزهراء عليها السلام وما آل عليها من المصائب.

اعلان تجاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى