بشائر المجتمع

بين اشتياقٍ للزيارة وبين وداع أيام الحسين كان يوم الأربعين

بشائر – الدمام

في حضور حاشد لمجالس إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحُسَين عليه السلام، وفي عشرات المجالس في سيهات والأحياء المجاورة لها، جدد الشيعة العهد والولاء للإمام التريب السليب، والوتر الموتور، الحافظ لأمة جده المصطفى، والسائر بسيرة جده وأبيه.

 

ففي مشكاة ونور بحي العنود أوضح الشيخ عبد المحسن النمر طبيعة العلاقة بيننـا وبين -نهضة- الحسين عليه السلام المُتجسِدة بـ “الزيارة” لما لهذهِ العلاقة من بُعدين رئيسيين، يتمثل أولها من طرف الزائر المُحب فهي بمثابة عهد بينه وبين الحسين، فأنت تعاهده بدوام حزنك على ما جرى عليه وعلى آل بيته الأطهار بقوله: “أن الحزن حصن حصين أمام الوقوع في براثـن النفَس والهوى”.

وثانيها في -الكرامة- من الحسين، وهي حالة الطمأنينة أن تبقى احزان ال البيت مالكه لزمام قلب وروح الإنسان إذ لا تتحقق الزيارة الحَقة إلا بوصول القلب قبل الجسد، مستشهداً على ذلك بقوله “أن القرب البدني ليس إلا وسيله لتثبيت المعنى القلبي “.

 

كما في مأتم شباب أئمة البقيع بحي السلام، أوضح الشيخ مصطفى كحليني جانبين من جوانب العبارة الواردة بزيارة وارث: ” السلام عليك يا وارث آدم صفوة اللَّٰہ، السلام عليك يا وارث نوح نبي اللَّٰہ “. أولاها: طرق التعرف على شخصية الحسين عليه السلام، وخصوصية الوراثة لديه. وثانياٍ: الهداية باعتبارها ميزة واصطفاء للإمام الحسين عليه السلام، وبيّن ختاماً وجه الشبه بين الإمام المولى الشهيد وآدم عليهما السلام. وشارك الرادود الملا حسن الحواج بقصيدة نعي في نهاية المجلس.

أما مجلس المرحوم حسين السمين فقد أشار الخطيب الشيخ محمد السمين إلى الفرضيات المتعددة لسر خلود الحسين على مدى أربعة عشر قرناً، وظاهرة الزحف المليونية المستمرة عاما بعد عام، وذكر من بينها رأي علماء السلوك والأخلاق بأن ذكرى الحسين إحدى أنفع موائد الله التي تغذي البشرية ذواتها وأرواحها منها بدافع حاجتهم المعنوية لذلك.

 

ومن جانب آخر تحدث مختصين في علم الاجتماع، بأن حركة الحسين الشعبية بمعية أصحابه وأهل بيته من صغير وكبير وعبدٍ وعالم والصوت الإعلامي لحرائره ممّن حضرن واقعة كربلاء ونقلها للأجيال جيلاً بعد جيل، وصولاٍ للغراس الذي يُغرس بالنشأة الحديثة من خلال ربطهم من قبل ذويهم بحب الحسين وخدمته وقيَمه ومبادئه، وما لعبته الأوضاع السياسية التاريخية التي عاشها شيعته والتي كانت “مدخلية ليصبح الحسين شعاراً لهم فحافظوا على هذا الشعار بذكراه في كل عام” ومع اجتماع كل هذه الفرضيات إلا إنه ومنذ بدء الخليقة البشرية يبقى الحسين سراً إعجازياً جُعل في ذاته.

وفي مسجد الإمام الحسين عليه السلام بصفوى طرح الشيخ أحمد سلمان إثارات حول الأربعين في ناحيتين، ناقش بصدد هذه الإثارة إشكالين أولها: هل هنالك ثمرة من هذه الإثارات؟ وثانيها: كيف نتعامل مع هذه الأصوات؟ مفصلاً كلاً منها على حدا.

وأوضح إشكالاتٍ عدة من خلال طرح الإثارة الثانية – إثارات حول ثواب الزيارة -ومنها إشكال عدم مناسبة الثواب للعمل، إشكال تفضيل المستحب على الواجب، وإشكال الإغراء بالمعصية، كما أستشهد بأحاديث وأسانيد معتبرةً بجوابه ورأي العلماء الأجلاء حول تلك القضايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى