بشائر المجتمع

العيسوي ليس كل متحمس يمكنه الكتابة في أدب الطفل ذو الإعاقة

 

فاطمة الشيخ محمد الناصر – الدمام

تناولت الدكتورة صباح عيسوي إعاقة الأطفال من ناحية دراسات أدبية نقدية، لا من جانب دراسة التربية الخاصة، وأثارت عدة تساؤلات “لماذا موضوع الإعاقة؟ ولماذا هذا الاهتمام بموضوعه؟”، مشيرة إلى آخر إحصائية للمنظمة الصحية العالمية أن 15% من سكان العالم يعانون من الإعاقة، ومن خلال هذه الإحصائية وجد أن 8% هم من الأطفال ذوي الإعاقة، مبينة أنه سبب استلزمها أن تقضي 10 سنوات من حياتها الأكاديمية والبحثية، خصصتها لموضوع الدراسات النقدية للإعاقة عند الأطفال.

وقالت أن اللفظ المعتمد مؤسساتياً وفي جميع دول العالم هو ذوي الإعاقة، وكثيراً ما تأتينا ملاحظات بعد محاضراتنا وبعض مما كتبناه في الإعاقة، لما تستخدمين لفظ ذوي الإعاقة؟ لذلك وضعنا على تويتر سؤال، هل تستخدم مسمى الإعاقة؟ وهل يضايقك مسمى الإعاقة؟ فكانت الردود متباينة حيث أن 80% مدركين للمسمى.

وتابعت أن من جوانب الاهتمام بذوي الإعاقة من الأطفال كثيرة، ومنها الكتابة لهم بشكل أدبي لأنه جزء من المنظومة التربوية والتنمية الثقافية في المجتمعات المتقدمة، ملفتةً الحضور إلى أهمية الأدب بتساؤل “ولماذا نحتاج أن نكتب لهم أدب؟” لأن لهم الحق في التمتع بالأدب والتماهي معه وأن يرسم عوالمهم الداخلية ويعالج قضاياهم، وفي نفس الوقت هذا الأدب يعرفهم بالمجتمع وبسماته ويمكنهم من الاندماج فيه.

ونقلت العيسوي تجربتها في لجنة التحكيم لترشيح الكتب العربية الناضجة في سردها الأدبي للطفل ذو الإعاقة، حيث وصلهم 85 كتاباً للطفل، فرصدت من الكتب التي تتحدث عن الإعاقة بالشكل المطلوب 24كتاب، وهذا مؤشر مبهج لصناع كتب الطفل في العالم العربي وعنايتهم من هذا الجانب.

وأردفت قائلة: “يجب علينا الحذر شديد في كتابة هذا النوع من الأدب، فليس كل متحمس للكتابة يستطيع أن يكتب في موضوع الإعاقة للطفل” واستعرضت نموذجاً من هذا الجانب لأب لديه طفل مريض بالتوحد كتب حول ذلك ولم يمكننا أن ندرجه ضمن الأدب لذوي الإعاقة، مبينة أنه يفتقد إلى أبسط القواعد الفنية لما نستطيع أن نسميه بأدب الطفل فليس فيه شيئاً من الأدب، لذلك لم تكن تجربة جيدة في الكتابة بما ليس ضليع فيه، ولم يدرج الكتاب ضمن الدراسة التي بصددها

موضحة حصرها للقصص التي ترتقي بالمستوى الفني الجيد والتي يمكن أن تقدم كقصة طفل، كما استشكلت الاتجاهات السلبية حين الكتابة في هذا الجانب للكتاب بتشكيل صور مثالية وبقدرات عالية، والذي يكون بدافع إعطاء ثقة أكبر للطفل المعاق، مما يولد الإحباط في نفسيته.

وأكدت على أن هذا التشكيل المثالي في تصوير الطفل المعاق سيكَّون صورة أيضاً مغلوطه لدى الأطفال السليمين، في عملية الربط بين القدرات الفائقة والمثالية لذوي الإعاقة، حيث ستبنى وتتشكل أفكارهم على هذه النمطية.

واختتمت العيسوي يوم أمس في جمعية الثقافة والفنون في الدمام محاضرتها بالإجابة عن تساؤلات الحضور حول الإمكانيات المستقبلية والتطورات والتي تطمح أن تنجز للطفل من ذوي الإعاقة في المملكة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى