أقلام

كيف نواجه دعوة الشذوذ الجنسي (المثلية)

طالب البقشي

في العصر الحديث يمارس المجتمع الغربي دور قيادة العالم والمجتمعات البشرية في كثير من مجالات وقضايا الفكر والثقافة والحياة تحت مظلة (الحداثة والعلمانية)، وقد نجح في العقد الأخير في تقمص دور قيادة العالم، وفرض كثير من المعتقدات والآراء والأفكار، وممارسة دور الوصاية على المجتمعات الإنسانية، وتعميق التبعية له في شتى أبعاد ومناحي العلم والعقل والمعرفة، حتى أن كثيرًا من المفكرين المعاصرين صار يردد قناعات العقل الغربي نفسها، وقد يكون ذلك ناتج عن الانجذاب والإعجاب التبعي لما يطرح، دون التروي في النقد أو الطرح البديل الذي يتلائم والعقل العربـي والإسلامي.

ولم يكن للشذوذ الجنسي (المثلية) وجود في المجتمعات البشرية المعاصرة إلا في حدود حالات نادرة وقليلة وشاذة، بخلاف الطبيعة الاجتماعية العامة فقد كان هذا السلوك المنحرف يجرم حتى في المجتمعات الغربية.

والمتأمل لتطور تفكير العقل الغربي الحداثي العلماني يدرك بوضوح أن الغرب تبلورت لديه قناعات في إدارة المجتمعات في السنوات الأخيرة المعاصرة، مما نتج عنه اختيار مشاريع إستراتيجية عده للحد من التكاثر السكاني وبلوغ المليار الذهبي والمحافظة على الموارد الطبيعية بما يكفي للعدد السكاني، وأرجع ذلك إلى أن عدد سكان الكرة الأرضية في أربعينات القرن الماضي كان يبلغ 2.3 مليار نسمة، ويُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، لذلك أوجد مشاريع ضوابط مانعة للتكاثر، والتي منها تقليل معدل الولادة مثل الإجهاض، وتحديد النسل، والامتناع عن الزواج أو تأجيله واستخدام موانع الحمل.

ويشكل مشروع سن قانون الشذوذ الجنسي (المثلية) أحدث تطور في تفكير العقل الغربي الحداثي، وقد أستخدم عدة وسائل وطرق للترويج لهذا التشريع المدني على المجتمع الإنساني، والتي منها التبرير العلمي للميل لعلاقة الشذوذ الجنسي (المثلية)، ومحاولة التضليل العلمي من أجل إقناع العقول أنها مرتبطة بجين وراثي موجود في خلقة الإنسان.
وقد أكدت الدراسات العلمية على أنه ليس هناك جين يتعلق بالمثلية الجنسية.

ويسعي الغرب لممارسة الضغط الواسع بكل وسائله المتقدمة والمتطورة لفرض وتمرير هذا التشريع كقانون مدني على المجتمع الدولي، الإ أن هذا الترويج لم يجد القبول في كثير من المجتمعات والأمم الأصيلة، لما لهذا التشريع من تبعات صحية على المجتمع العام، وتكاليف باهضة في سبيل معالجة الإصابات المرضية جراء ممارسة هذه العلاقة الشاذة.
ولا يزال الغرب ينشر ويروج للشذوذ الجنسي (المثلية) ومعتقدات الإباحية مستهدفًا الجيل الناشئ من الشباب والأطفال من خلال أفلام الكرتون، وشخصيات الأبطال سوبرمان وباتمان التي لها شعبية كبيرة لدى هذه الأجيال، ويصور هذه الشخصيات أن لديها ميول جنسيه منحرفه ومحبة لأشخاص آخرين، ويزرع هذا الانحراف الأخلاقي وينميه من خلال الشاشة الصغيرة والأجهزة المحمولة.

التساؤل الذي يطرح على النخبة الغربية المفكرة التي تقود مسار هذا التطور للحد من التزايد السكاني بمشروع تشريع أباحة الشذوذ الجنسي (المثلية) في المجتمع الدولي، هل أجرى الغرب الدراسات والبحوث الاجتماعية المستقيلة عما ستؤول أليه نتائج هذه العلاقات الشاذة وما سوف تفرزه من إصابات أعداد عالية من المجتمعات بأمراض نقص المناعة؟! والحصول على النتيجة الحتمية لهذه الممارسة من مجتمع عام غير صحي، مما يتسبب في نكسه أخلاقية وتكاليف جديدة وكبيرة في علاج الحالات المرضية الكثيرة التي سوف ترهق ميزانيات الدول.

وفي واقعنا العربي والإسلامي المعاصر يشاهد انجذاب قله من ضعاف العقول والأنفس لهذه الممارسة القبيحة والشاذة، والبعض يشجع الآخرين عليها بلا إدراك لعواقب هذا الفعل من تردي الأخلاق والصحة والسقوط في الرذيلة، ونبذ الآخرين لمرتكب هذا الانحراف من الوسط الاجتماعي

وفي ضوء هذه المرحلة التاريخية التي تتزايد فيها التحديات الاجتماعية، وانتشار الانحرافات الأخلاقية يتحتم على الأسر اليقظة والوعي واحتواء الجيل الناشئ من الشباب والأطفال وتوجيههم بالثقافة والقناعات والقيم التي تعمق الالتزام الديني وترفع الوعي الاجتماعي من الوقوع في هذه الأفعال المنحرفة والهابطة، ومتابعتهم خلال مشاهدة ما يبث من خلال الشاشة والأجهزة الصغيرة

فإذا كان توجه الغرب زرع وتنمية أفكار ومعتقدات الإباحية والشذوذ الجنسي في الجيل الجديد من الشباب والأطفال، فأن دورنا في مقابل هذه الموجه يتركزعلى بناء أسرة فاضلة ومترابطة وملتزمة بالأخلاق والدين.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كما يقال الهدم اسهل من البناء
    فهدم مساعي تاصيل الشدود يكون من خلال توعية المجتمع و الاسرة و المراهق
    فما بني على باطل، باطل و مآله الاضمحلال ان شاء الله

  2. لقد نشرناها أيضًا ، ربما هذا ما تحتاجه titangel-in-france.com/steelovil-egypt يرجى الملاحظة استبدل الزيت المكرر بالزيت النباتي / زيت الفول السوداني أو زيت الزيتون: الزيوت المهدرجة المكررة هي أسوأ قاعدة يمكنك اختيارها لإعداد طعامك. ليست محملة بالسعرات الحرارية فحسب ، فهي ليست جيدة جدًا لمستويات الكوليسترول لديك أيضًا. اختر الزيت النباتي وزيت الفول السوداني للطبخ بدلاً من ذلك. إذا كنت تتناول طعامًا نيئًا أو شبه مطبوخ ، فإن زيت الزيتون المعصور على البارد هو إضافة صحية يمكنك التفكير فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى