أقلام

خطورة الاستعجال على الإنسان

جواد المعراج

إن الاستعجال آفة خطيرة جداً، وهو سلوك يواجه فئة من الناس في المسيرة الاجتماعية والعملية والثقافية والفكرية وغيرها من مسيرات أخرى، إضافة إلى أن الاستعجال يعد سلوك يجعل المرء يندفع أو يتهور بشكل انفعالي جدا من غير التريث والتشبث بالتفكير الواعي.

ومن الصور الاستعجال هي التسرع في أداء الأعمال والواجبات العبادات والصلوات الخمس، والتسرع عن طريق التفوه بالكلام البذيء، والتعجل في اتخاذ القرارات فكم من شخص تعجل في اتخاذ القرارات فأدى إلى إلحاق الضرر بالنفس الخاصة به والآخرين، وغيرها من صور أخرى.

إن الاستمرار في التشبث بالسلوك الاستعجالي يسبب ارتباكات ومنغصات ومشاكل نفسية وسلوكية وفكرية تبقى مع العجولين لفترة طويلة من الزمن، نتيجة الإصرار على التمسك بهذا السلوك السلبي وعدم التعلم من الأخطاء المرتكبة والسوابق الحياتية، فلا يوجد عيب ومشكلة من جانب أن يأخذ الإنسان الوقت الطويل بالتفكير في اتخاذ القرار بشكل إيجابي، لأن ذلك سوف يؤثر على الحياة التي سيعيشها في فترة الحاضر والمستقبل، بل حتى السلوكيات التي يتم تطبيقها من قبل الفرد سيتم توارثها بين الأجيال المختلفة والجديدة.

بطبيعة البشر يرغبون في تحقيق الأهداف والطموحات الخاصة بهم ولكن بشرط أن تكون وفق وضع إستراتيجية معينة، من خلال عدم الميل نحو السلوك الاستعجالي وخصوصاً أن تحقيق الأهداف الكبيرة تحتاج لصبر والتخطيط بصورة الإيجابية قبل الإقدام على إطلاق كلمة أو مشروع أو نص كتابي معين.

الاستعجال يعتبر سلوك يعمل على تشويه الوعي، فالضغط الذي يسببه هذا السلوك يجعل الإنسان يتخذ قرارات مرتبطة بأفكار ومشاعر سلبية تهدف لتعزيز الدوافع والحاجات المحبطة، وسلب الشعور بالراحة والإطمئنان، وخاصة ولو تم الاستمرار بتطبيق هذا السلوك الخطير جدا فإنه سيؤدي بالإنسان إلى العيش في دائرة القلق وسوف تلاحقه المخاوف والتوترات والهواجس في كل لحظة سيعيشها في مسيرته الحياتية، بل حتى عند لحظة النوم ستراوده الأفكار المقلقة والكوابيس.

ولو رجعنا لأسباب الاستعجال فإنها ستكون ناتجة عن انعدام التنافس المشروع بين الناس، وعدم الحفاظ على الأسرار بدقة، والخوف الشديد من فقدان الرزق، وقد يكون الاستعجال بسبب الغرور والعجب بالنفس والتكبر الزائد، فكل هذه الصفات تجعل الشخص يرى أن الفعل المعين الذي يضر به صحيح وبالتالي يتبع الأهواء الشخصية الخاصة به ويوافق على فعل الأمر من دون يرى أنه مخطئ، وبهذا يلجأ للاستعجال في تحقيق الأهداف والتفوه بالكلام البذيء وغيرها من أمور أخرى يرتكبها بسبب الاتسام بالصفات الرذيلة.

إن البشر مطالبون بالتعلم على كيفية اكتساب الفضائل وترك الممارسات غير الأخلاقية من خلال تنمية مستوى الإرادة، وتقوية الثقة بالنفس، ومجاهدة ومراقبة النفس بين فترة وأخرى، وبالتالي فإن ذلك يؤدي للوقاية من الرذائل الأخلاقية والمعالجة بالطريقة التي تتوافق مع التفكير البشري الإيجابي، من أجل التمتع بقدر كاف من راحة البال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى