أقلام

التوتر النفسي والقلق

صالح المرهون

التوتر حالة غير طبيعية تصيب الجهاز العصبي والعقلي، وله أسباب عديدة ومختلفة ناتجة عن كترة التفكير والانشغال في المسائل العقلية والمعاملات التي تقتضي استخدامًا سريعًا لذكاء الإنسان،

واستجابة سريعة في استحضار الذاكرة، أي:

ما يتطلب جهدًا كبيرًا من العقل، والعقل يصرف جهدًا متباينًا حسب طبيعة المسألة التي يتعامل معها، وعندما يعمل بتركيز طويل وتتنوع المسائل التي يشتغل عليها فإنه يصبح في حالة من التوتر، وهذه الحالة ضرورية للإجابة على ما هو مطلوب منه، ولكن يسيئ إلى الحالة الجسدية العامة لنفسه، ويؤثر سلبًا على العضلات ويسبب الأرق، وهذا كله يضعف على المدى البعيد قدرة العقل بسبب الجهد الذي يصيبه، بمعنى أن التوتر حالة ضرورية ومفيدة في وقت ما لمتطلبات معينة، ولكن استمراره يحمل أذى للعقل، حتى في بعض الأحيان يصيبه بالخلط والهذيان، ويحمل تأثيرًا سيئًا على العضلات من خلال عدم وضوح صورة الإيعاز إلى العضلة النابعة من الدماغ البشري، فتسبب تعب للعضلات، والعلاج هو الراحة التامة وعدم التفكير في الأمور التي تحتاج إلى التركيز، واستخدام الذكاء وشحذ الذاكرة، والتعامل بتلقائية بسيطة وببرود مع الأمور.

وهناك فرق بين القلق والتوتر، فالتوتر حالة نفسية عامة وجسدية تقترن بالذهن وتنعكس على الجسد عمومًا وعلى النفس أيضًا وأسبابه مختلفة، أما القلق فهو خوف من شيئ معين معروف أو مجهول، أي: الترقب له، فهو حالة خوف من احتمال أو مجموعة احتمالات، والقلق المقصود هنا هو الحالة المرضية لا القلق المحمود الذي هو على مستوى الفعل وليس على مستوى الاستمرارية، بحيث أنه ينعكس على مجمل شخصية الإنسان على مجمل أفعاله، أي حالة مرضية، والإنسان يقلق في كل لحظة وفي كل فعل كحالة طبيعية وما قصدنا فيما مضى هو الحالة المرضية، وعلاج القلق المرضي ما دام هو الخوف من احتمال أو احتمالات مجهولة هو الرؤية

للاحتمال الأبعد وهو يوم القيامة، أي أن يحسب على الإنسان بأن كل شيئ زائل حتى الهموم والمآسي، فلينظر إلى الله وليتجرد وليحوقل أكثر ما يستطيع،

اللهم ابعدنا عن القلق والتوتر وارزقنا الطمأنينة إنك سميع مجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى