أقلام

الألعاب الإلكترونية وتنظيم الوقت

جواد المعراج

إن ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية تعد أمرًا ممتعًا ومسليًا ولا سيما في وقت الفراغ، فالإنسان مطالب في أوقات محددة بالترفيه عن النفس بعد فترة العمل على حسب جدول. كل شخص.

وبعد الرجوع للمنزل يحتاج الإنسان لأن يرتاح قليلًا ويجلس في غرفته، ثم مع الأسرة، وبهذا يعمل على تنظيم الوقت والاستمتاع بممارسة الهواية التي يحبها دون إثارة الإزعاج والإدمان على هذه الألعاب الإلكترونية التي تجعل الشخص ينعزل بشكل سلبي وزائد عن التواصل مع الأهل والعالم الخارجي.

أن بعض الأبناء مدمنون بشكل مبالغ فيه على الألعاب الإلكترونية، لفترات طويلة في النهار والليل دون تنظيم الوقت في المنزل، وكل ذلك بسبب الأصدقاء المدمنين واليوتيوبرز الأجانب والعرب والمشاهير الذين يشجعون الأولاد على البقاء بكثرة أمام الشاشة.

ويمكن القول: بطبيعة الحياة والعالم الخارجي الذي يوجد في مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أو السوشيال ميديا هناك بعض الأشخاص الذين يستثمرون الأجهزة الإلكترونية في أمور تعود بالقيمة والفائدة للمتابع والمستمع للشخصيات التي تنخرط في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية والإعلامية، وفي جهة أخرى هناك بعض الشخصيات والمشاهير الذين يستغلون الأجهزة والمواقع الإلكترونية في جعل الشباب والأبناء ينشغلون عن الواجبات والالتزامات الدينية والاجتماعية والأسرية.

وهذا النوع من الاستهتار يخلق فوضى ويؤدي لتضيبع الوقت الثمين دون التفكير في وضع جدول يومي جديد ومختلف يسعى للتخلص من حالة الإدمان على الألعاب الإلكترونية، فلماذا لا يخصص الشباب والأبناء فترة محددة في اليوم لدراسة دورات دينية، أو ممارسة هواية أخرى كالقراءة سواء في مجال الكتب أو المقالات أو المواضيع أو الآراء التي تطرح في الرأي العام والمجتمع والمنتديات؟
وبعد ذلك يتحاورون ويتناقشون بشكل مكثف في كيفية التخلص من الصفات والعادات السلبية، أو كيفية حل المشاكل الاجتماعية والشخصية والأسرية. إن هذه الأمور لو قام بها كل شخص سيجلب لنفسه الفائدة والقيمة، وهذا أفضل بكثير من البقاء أمام الشاشة التي يتواجد فيها المشاهير واليوتيوبرز الذين يقومون في كل فترة بممارسة حركات وتصرفات طائشة ومزعجة وتطبيقها واقعًا في شاشة التيك توك أو اليوتيوب، ثم يقوم الأبناء والشباب بتقليد ذلك المشهور، ثم نشر ذلك المقطع في خانة الترند (trend) وبهذا ينشغل الجيل بمشاهدة هذه المحتويات غير المفيدة.

– ومن الألعاب الإلكترونية التي يدمن عليها جيل الشباب والأبناء، والتي تكون في جهاز (PC – PS3 – PS4 -XBOX) هي:

1- Frotnite – فورتنايت
2- Elden Ring – الدن رينق
3- Call of duty- – كول أوف ديوتي
4- Destiny 2 -ديستني ٢
5- The last of us 1,2 – ذا لاست أوف أس الجزء الأول والثاني
إن المرشدين والموجهين والآباء والأمهات، حتى الشباب لهم دور في تكوين شخصية الأبناء منذ الصغر عندما يكونون في المنزل، وكل ذلك يتطلب توجيهًا وجهدًا واهتمامًا من قبل الذين يسعون لاستثمار الوقت في خدمة المجتمع والانخراط في الأنشطة التطوعية، عوضًا عن البقاء على نفس الروتين الفوضوي والضائع.

– وهنا سنذكر مجموعة من الأسباب التي تؤدي لإدمان الشباب والأبناء على الألعاب الإلكترونية، وهي:

1- مصاحبة الزملاء المدمنين على الألعاب الإلكترونية، كالذين يجتمعون في البلايستيشن (4 أو 5) ويقومون بإنشاء مجموعة ومحادثة الصوتية والتي يطلق عليها مسمى (Party)، أو يجتمعون عند لحظة اللعب في جهاز الكمبيوتر ثم يتم إنشاء مجموعة ومحادثة صوتية في تطبيق ديسكورد (Discord).

2- كثرة مشاهدة مقاطع الفيديو المزعجة التي يتم نشرها من قبل المشاهير واليوتيوبرز الذين يمارسون حركات وتصرفات طائشة.

3- ضعف الفهم والاستيعاب والقدرة في جانب تنظيم الوقت بطريقة مرتبة، فمثلًا عدم القدرة على تخصيص وقت للألعاب الإلكترونية والبقاء والتواصل والخروج مع الأهل من المنزل.

4- جعل هذه العادة السلبية من قبل الأهل (أمر عادي)، ولا يصبح لدى الأهل القدرة على المنع من استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية في لحظات محددة، أو لا تكون لديهم القدرة على التحكم في تنظيم وتخصيص أوقات التواصل مع الأبناء، وبهذا يغفلون عن الأبناء والشباب في المنزل ويفقدون الحديث معهم عن المشاكل وحالات الانعزال السلبي.

– وهنا سنتحدث عن مجموعة من النقاط الفعالة التي تساعد على وضع روتين جديد ومفيد، وتنظيم وقت الشباب والأبناء:

1- وجود شخصية اجتماعية أو إعلامية تعمل على توجيه وتشجيع الشباب على استثمار وقت الفراغ بشكل إيجابي.

2- استثمار الأجهزة الذكية والإلكترونية في خدمة المجتمع والإعلام بطريقة احترافية ومفيدة من قبل الشخصية التي تنشر محتوى معين، عوضًا من استغلال برامج التواصل الاجتماعي أو الإنترنت في نشر محتويات غير مفيدة.

3- تخصيص جدول لترتيب أوقات اللعب وممارسة الهوايات والخروج من المنزل مع الأهل، وكل ذلك يكون على حسب قدرة كل شخصية اجتماعية وإعلامية في تعديل تصرفات الأبناء والشباب بشكل إيجابي، أو وجود قدرة لدى المربيان تتضمن وضع جداول محددة للتخلص من العادات السلبية عند لحظة البقاء بالمنزل مع الأبناء.

4- احترام ومساعدة ومواساة ومشاركة الوالدين في حل مشاكل الأولاد التي تتضمن الإدمان على الألعاب الإلكترونية، بالأخص عندما يكونان كبيران بالسن.

نأمل في هذه السنة المشرقة (2023) أن تتغير تصرفات الشباب والأبناء بشكل إيجابي، في مجال تنظيم الوقت ولحظة اللعب بالألعاب الإلكتروني، ومن هنا للمرشدين والشخصيات الاجتماعية والإعلامية دور في التوجيه والتشجيع على خدمة المجتمع بالأمر الذي يعود عليه بالإبداع والموهبة والفائدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى