أقلام

تعددت الأسباب والموت واحد

آمال علي

يقول الفلاسفة:
يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة.

ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيرِه، تنوعت الأسباب والداء واحد.

الموت علمياً هو توقّف الكائنات الحيّة نهائياً عن القيام بأيّ نشاط وظيفي حيوي كالتنفّس والأكل والشرب والحركة والتفكير. أماً دينياً فهي خروج الروح من الجسد وانتقالها إلى حياة آخرى فأما إلى الجنة أو إلى النار ويبقى الموت حقيقة عند كل الأديان السابقة والقرون السابقة؛  نرى الآن تعدد الموت فملايين يموتون تحت وطأة الحرب، ومنهم من يموت بحادث مروري، ومنهم من يموت تحت مسمى السرطان سنوياً أو الكورونا أوخطأ طبي أو الطاعون أوملايين يموتون من الجوع، تتعدد الأسباب لكنما الموت واحد. ومانراه الآن هو التهويل لبعض الأسباب، ونحنُ بالنهاية سنموت ولو كنا في بروج مشيدة لكن العِبرة ماذا خططنا لحياتنا؟ ماذا أعددنا في حياتنا القصيرة لحياتنا الطويلة؟ ماهي انجازاتنا؟  هل عشنا بالكيفية الصحيحة واستمتعنا بهذه الرحلة أم استسلمنا للهموم والملل والرتابة المتكررة؟! خطأنا أننا نعتبر الموت هو نهايتنا بينما الموت هو كالعبور بين غرفة وغرفة آخرى بدايتنا تراب ونهايتنا نعود لذلك التراب كالنبتة التي تنمو وتكبر ثم تموت وبعدها يُعاد زراعتها مرة أخرى لتنمو من جديد في بقعة أخرى. هكذا نحن فلتكن لدينا ثقافة الموت من الدنيا والحياة من جديد لكي لا نهلع من ذكره وقد أعدنا العدة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى