أقلام

فكرة تقاعدية .. في زمن الرؤية المستقبلية

سلمان أحمد الجزيري

قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}
وقال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (يا علي ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة ).

أعجبتني كثيراً فكرة رجل متقاعد قد لا يتنبه لها الغالبية؛ وهي غائبة عن الأذهان سواء كانوا من المتقاعدين أو حتى من الموظفين الحاليين، وهي تدل على رؤية عميقة ، وسليمة وتدل على بعد نظر لدى هذا الإنسان، خاصة وأنها تتناسب مع الوضع الإقتصادي والأسري والنفسي والذي يعيش فيه كثير من الشباب وعدد غير قليل من الأسر تخبطات مالية كبيرة ؟

لا أطيل عليكم حيث أن عزيزنا هذا الرجل المتقاعد من إحدى الشركات الكبيرة، يقوم بتوزيع جزء من أمواله على أبناءه في حياته الآن وبالعدالة الشرعية وهي فكرة لا أظن أنها خطرت على بال الكثير فقد وزع جزء من حقوقه عليهم وكذلك بعض ما يصله من استثماراته التي بدأها قبل تقاعده.!
وهذه أيضا لفتة جميلة تستحق الإشادة والاهتمام؟ بينما نجد الكثير يحاول تنمية رصيده المالي تجد في الوقت نفسه أبناءه في حاجة ماسة لجزء من أمواله؟

وأنا أرى لذلك التخطيط عدة أسباب مهمة:
١- إن الحياة الاقتصادية أصبحت صعبة الآن على الكثير
٢- متطلبات الحياة الخاصة على الفرد نفسه والتي اجهدت الغالبية منهم.
٣- توثيق العلاقة الأسرية بين الزوج والزوجة وجميع الأبناء.
٤- التهيئة والاستعداد لتوزيع الورث عليهم قبل حلول الأجل .
٥- نشر ثقافة الوعي المالي في جميع أنحاء المجتمع.

وفي اعتقادي هي فكرة رائعة ورؤية جميلة وتخطيط مهم للمستقبل ،وبلا شك هو درس رائع يقدم للكثير خاصة للوالدين الذين هم على قيد الحياة ممن يملكون الأموال المكدسة في البنوك والتي لا يستفيد منها حتى الوالدين أنفسهم في حياتهما عدا القلة منهم ، بينما يحرم منها جميع الأبناء .. والتي قد تشعل فتيل الخلاف بين جميع الأبناء مابعد الوفاة كما نلاحظ الآن مايحصل من القطيعة والاختلاف ما بين الأشقاء والأخوة ؟

لذلك نقول هنيئا لهذا الأب الفاضل على هذه الروح وهذا العطاء والذي يعد بذلك خير أب وخير رب أسرة ومثل هؤلاء نموذج يحتذى في حياتنا المالية على وجه الخصوص والذي نتمنى من الجميع الاستفادة من هذه الأفكار النيرة التي تصنع تميز واتزان ينعكس على أداء الأسرة مستقبلا بكل الحب والوئام ويترك أثره على الفرد والمجتمع .

وهذا العمل بلا شك من الأعمال التي يحبها الله ورسوله والتي سوف يبارك لهم فيها بالخير والصلاح.

قال تعالى:

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى