أقلام

انطباعات حول كتاب (هل سد باب الاجتهاد؟)

الشيخ أحمد السمين

– هل سُدّ باب الاجتهاد؟

– الدكتور وائل حلّاق.

– طبعة سنة 2022م.

يعطي الكتاب جوابًا غير سائد على هذا السؤال؛ لما ارتكز في الأذهان أنّ الاجتهاد أغلق عند أهل السنة، وبقيت المبادئ الاجتهادية منحصرة في المذاهب الأربعة المعروفة، وأنّ من يُسمّون بالمجتهدين فإنهم مجتهدون في دائر هذه المذاهب الأربعة.

يخرج حلّاق عن الجواب المألوف من خلال تتبّع عملية الاجتهاد طوال القرون السابقة، ليؤكّد بحسب شواهده أنَّ انسداد الاجتهاد السني لم يكن أمرًا مؤكَّدًا في الوسط العلمي السني، فالمسألة ظلّت مثار جدل بين الاثبات و النفي.

تمتاز أمثال هذه الدراسات بأمرين اثنين، أجد أنّ دخولهما في الدراسات الشرعية له دورها الفاعل في تطوير الدرس الشرعي عند المسلمين، وهما:

الامتياز الأوّل: الالتفات إلى الزوايا المسكوت عنها في دراساتنا الشرعية؛ فهناك الكثير من المسائل التي يتلقّاها الباحث المسلم كمسلّمات يتجاوز عقله التفكير فيها لاعتقاده وضوحها، وهذا من شأنه أنّ يغيّر الكثير من نتائج البحوث.

والحقّ أنّ هذا الالتفات يحتاج إلى خروج عن السياقات البحثية التي اعتاد عليها الباحث، ومن له مرسة في البحث العلمي يعلم مدى صعوبة الأمر، كما أنّ الباحثين من خارج الدائرة الإسلامية أو من أخذ عنهم قد أجادوا هذا الالتفات؛ لأنّهم من الأساس خارج السياق البحثي المعهود.

الامتياز الثاني: سعة العملية الرّصدية في البحث، مما يُعطي الكثير من المفردات الجزئية التي تشكّل في النهاية صورة قد تغدو مختلفة عمّا هو معروف، وربما لا تعدّ سعة الرصد سمّة في البحوث الإسلامية وكثيرًا ما يعتمد الباحث على المصادر الأم في بحثه لاستخراج النتائج منها.

هذان الامتيازان بارزان عند وائل حلّاق البرفسور الأمريكي المسيحي ذي الأصول الفلسطينية، المتخصّص في الفقه وأصول الفقه الإسلامي في المذهب السني، والقارئ لكتبه ومقالاته يدرك امتيازاته في هذين المجالين.

أشير في الخاتمة إلى حوار مهم جدًا له أُجري معه فيه في (بودكاست فنجان)، تناول فيه الكثير من القضايا المتعلّقة بالإسلام في تاريخه وعلومه وواقعه وصراعاته، أنصح بقوّة بمشاهدته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى