بشائر الوطن

القنبلة الكهرومغناطيسية.. تذكرة سفر إلى ما قبل العصور الوسطى

 

سارة الصحراوي – الدمام

ماذا لو انقطعت الكهرباء في بيتك لمدة معينة؟ أكيد أنك لن تستطيع تشغيل حاسوبك أو هاتفك أو التلفزيون أو الراديو أو حتى آلة الغسيل أو أي جهاز يشتغل بالكهرباء. فما بالك إناستمر انقطاع الكهرباء لمدة طويلة في كل البلد؟

وما رأيك إذا تم تعطيل البنية الأساسية لمراكز الإتصال السلكي واللاسلكي، مثل أجهزة الإتصال بالأقمار الإصطناعية والرادارات وأجهزة الكمبيوتر والإرسال والإستقبال التليفزيوني؟

في هذه الحالة، لا شك أنك ستضطر للعودة بالزمن إلى الوراء،لتعيش في العصور القديمة معتمدا فقط على المواد الأوليةالمتاحة، التي تحصل عليها بوسائلك الخاصة. هذه هي الحالة التي تحدثها القنبلة الكهرومغناطيسية.

القنبلة الكهرومغناطيسية هو ذاك السلاح الذي يصعب رصد مصدره، لكونه يحرر قوة على شكل موجات كهرومغناطيسية،قادرة على تدمير كل معالم الحضارة في غضون ثواني. فالسلاح التقليدي يعتمد على الرصاص أو القنابل المنطلقة من صاروخ أو مدفع، في حين أن قذيفة القنبلة الكهرومغناطيسية، هي عبارة عن موجة أو شعاع منطلق عبر هوائي“، وهي لا تعتمد على التفاعل الكميائي كالأسلحة التقليدية، بل تعتمد على موجات من مولد حراري أو ضوئي أو نووي. ويختلف النوعين في السرعةكذلك، فالقذيفة العادية تصل إلى 30000 كم\الثانية، في حين أن سرعة الموجة تصل إلى سرعة الضوء أي ما يعادل 300000 كم\الثانية.

ولدت فكرة «القنبلة الكهرومغناطيسية»، بعد أن رصد العلماء نتائج مثيرة على إثر تفجير قنبلة نووية في طبقات الجو العليا،أطلق عليها «التأثير النبضي الكهرومغناطيسي TheElectroMagnetic Pulse Effect «EMP ينتج عنها مجالكهرومغناطيسي هائل، يولد جهدا قد يصل إلى بضعة ألاف وربمابضعة ملايين فولت، حسب بعد المصدر عن الجهاز أو الموصلات أو الدوائر المعرضة لهذه الصدمة الكهرومغناطيسية.

ويشبه تأثير هذه الموجة أو الصدمة تأثير الصواعق أو البرق،حيث تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات معرضة لتأثيراتتعطل وظائفها، خاصة أن جميع مكونات هذه الأجهزة مصنعة منأشباه الموصلات ذات الكثافة العالية، التي تتميز بحساسية فائقة للجهد العالي. وبذلك تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر ومنظوماتالاتصال وأجهزة العرض، بل وأجهزة التحكم الصناعية، بما فيهاإشارات المرور والقاطرات وأبراج المراقبة الجوية للمطارات والهواتف المحمولة.. عرضة للتدمير.

وأشارت مجلة «popular Mech» الأمريكية، إلى أن تصنيع هذه القنبلة في متناول أي دولة تمتلك تيكنولوجيا الأربعينيات، حيث أبان هذا السلاح على مدى خطورته في حرب الخليج الثانية.وذكرت مجلة «News Defense» أن الولايات المتحدة قامت باستخدامه في الأيام الأولى من الحرب على العراق، حين تم تدمير البنية الأساسية لمراكز التشغيل ،مثل أجهزة الإتصالبالأقمار الإصطناعية والرادارات وأجهزة الكمبيوتر والإرسال والإستقبال التليفزيوني.

تعتبر الصين من بين الدول التي قطعت مسارا متقدما في تطوير واختبار الأسلحة الكهرومغناطيسية، حيث ذكر خبراء أنها تملك مدفعا كهرومغناطيسيا، يجمع بين القوة والدقة العاليةفي نظام التوجيه، القادر على بلوغ هدف يبعد 124 ميلا.وكشفت وسائل إعلام سابقا، أن روسيا أنشأت كذلك صاروخا كهرومغناطيسيا قويا اسمه “الابوغا”، ولهذا الصاروخ مولد طاقةكهرومغناطيسي، باستطاعته تغطية مساحة 3.5 كيلومتر، وتعطيل جميع الأجهزة الإلكترونية بضربة واحدة. ومن جهة أخرى ذكرت تقارير أن روسيا اختبرت أسلحتها الكهرومغناطيسية في حرب سوريا، ضد الطائرات بدون طيار.

إلى جانب الدول التي جربت أسلحتها الكهرومغناطيسية، هناك دول أخرى أعلنت بدأها في إنتاج هذه الأسلحة، من بين هذه الدول، أوكرانيا التي تخطط لتركيب هذه الأسلحة على الطائرات بدون طيار وكذا على الصواريخ.

قد لا يكون لهذا النوع الجديد من الأسلحة تأثير فتاك على حياة البشر، لكن تأثيره و نتائجه قوية على طريقة عيش البشر، وتؤدي إلى انهيار الدول والحضارات. لنتخيل سيناريو قيام حرب عالمية كهروميغناطيسية، سيكون صاحب الضربة الاستباقية الأولى هو الفائز، لأنه سيعطل كل شيء لدى الخصم بما في ذلك أجهزة إطلاق الأسلحة الكهرومغناطيسية، إلا إذا امتلك الخصم منصات إطلاق من الفضاء، النتيجة، سيعم الظلام الكرة الأرضية وستتوقف وسائل الاتصال كلها، ووسائل المواصلات البرية والجوية والبحرية، وسيعود الناس إلى استخدام الوسائل البدائية والأسلحة القديمة كالسيوف والرماح والنبال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى