أقلام

ذكرياتي ماء وسراب .. في سطور

عبدالله اليوسف

ذكرياتي ماء وسراب؛ للسيد حسين بن السيد محمد العلي

في هذا الكتاب تناول المؤلف تجاربه في الحياة، ومن التقى وعاشر، وعن حياة الأعلام من أسرة آل سلمان رحم الله الماضين ويحفظ الباقين.

وكذلك عن الحوزة العلمية في الأحساء، والخطباء والشخصيات البارزة في مدينة المبرز وحي الشعبة بالخصوص.

كتب المؤلف في التمهيد: “يمر الإنسان ببحر عميق من الذكريات، .. فبعض الذكريات تكون ملازمة للإنسان لا تفارقه، مهما اشتدت أمواج ذلك البحر”.

ويركّز في حياته مع الأعلام، ورصد ما شاهده منهم، من صلاة وإلقاء الدروس، وحياتهم المعيشية العادية، وتناولهم الأطعمة الشعبية، وأعمال قطع الأخشاب وجلبها للتدفئة.

وفي حديثه عن رحلات السفر ينقلك معه، مثل رحلته إلى القطيف والدمام مع المدرسة في الصف السادس الابتدائي، وعن رحلته إلى الرياض ومصر وسوريا حيث الآثار والمشاهدات والأسواق.

واختتم حياته العلمية والدراسية في العراق بالقدوم إلى الأحساء الحبيبة.

حين أمّ المصلين في المسجد الشرقي كان شابا يافعا لم يخط شاربه، شعرنا وكأننا في حلم، أن نرى أمام جماعة ليس طاعنا في السن أو ذو شيبة.

وأتذكر الحاج المرحوم مهدي بوخضر كيف كان يقبل عليه ويحتضنه، ويهيء له سجادة الصلاة وكرسي للخطابة.

أرد أن يقدم لمجتمعه ما تعلمه من أحكام شرعية، مدفوعا بروح العطاء، وكانت بداية محاضراته عن الوضوء والصلاة والغسل.

وعندما تكلم عن غسل الجنابة أخذ يتهامس عليه كبار السن، منهم المرحوم الحاج مهدي بوخضر والمرحوم الحاج علي البخيت رحمة الله تعالى عليهم. فقال لهم: ماذا تقولون قالوا له متى نراك قادما إلى المسجد للصلاة بلا وضوء لأنك أديت غسل الجنابة، فابتسم لأنه لم يتزوج بعد.

حفظ الله السيد الذي يعد نسمة طاهرة، ويمتاز بالهدوء والوسامة، ووضع نفسه في خدمة المجتمع والمؤمنين، وخاصة الصلاة على الأموات التي لا تأتي بغتة بلا سابق إنذار.

وقد آلمنا فقد الصلاة خلفه في المسجد الشرقي بعد هدمه. ونتمنى أن يعود المسجد الشرقي بحلة جديدة، من تطور عمراني وديكور، حيث موقعه الجغرافي في منطقة حيوية ويخدم شريحة من كبار السن.

وتدمع العين عندما يرى هذا المسجد من حركة بناء بطيئة و ولا تجد تغير في مراحل الأيام الا بشكل بسيط جداً

ونتمنى من إدارة المشروع أن تكون أكثر متابعة وفعالية في الإشراف، وأن نرى المسجد قائما في الأيام المقبلة.

رجوعا إلى الكتاب فقد طعّم السيد الكتاب بصور شخصية وعائلية، وصور لرحلاته، والشخصيات التي عاشرها، والمواقع المهمة في مدينة المبرز: بيت السادة قرب المسجد الجامع، باب المربعة في مجلس السادة الكبير، المسجد الجامع بالمبرز، براحة المصبغة، هدم المسجد القبلي بالشعبة.

الكتاب من الحجم الكبير، طباعة عام ١٤٤٠هـ، وعلى غلافه الخلفي وضعت قصيدة بمناسبة أربعين العلامة السيد محمد العلي، من نظم الأديب الحاج ملا محمد صالح المطر (بو أمير).

مرت على راحلنا أربعون

الله ما أقسى سهام المنون

فالناس في حزن فلا ناطق

إلا بآهات تبث الشجون

ولقد حظيت بنسخة من يد المؤلف حفظه الله تعالى، وكتبت هذه السطور البسيطة التي لا تفي بحق المؤلف والكتاب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى