بشائر المجتمع

الشيخ سلمان ينتقد استخدام لغة الحوزة في الخطاب الديني ويضع الحلول

مالك هادي – الدمام

في أمسية ثقافية أقامها مجلس أم البنين عليها السلام قدم سماحة الشيخ أحمد سلمان محاضرة حول عزوف الشباب عن الدين والتدين- الأسباب والعلاج.
ابتدأ سماحة الشيخ محاضرته بالتساؤل عن أسباب فقدان الحضور الحقيقي الفاعل للشباب في المؤسسات الدينية، في حين أنهم الأكثر حضورا في الأنشطة المجتمعية الأخرى.

وقد طرح سماحته ثلاثة أسباب لهذه الظاهرة. الأول: طبيعة المحتوى الديني، وقال: “هل المادة الدينية التي تلقى في المساجد والحسينيات تلبي حاجات الشاب أم لا؟”

وأكد الشيخ سلمان أن المشكلة تبدأ حينما يأتي الشاب إلى المؤسسات الدينية فلا يجد ما يريده، وأنه بطبيعة الحال سيبحث عن البديل الذي يلبي احتياجاته، ما ينتج عنه ابتعاده عن التدين، بسبب فقدان المصدر الديني المعرفي الذي يقوده إلى الصلاح والهداية، وفي المقابل توجد مصادر أخرى تبث الانحلال الأخلاقي، والانحراف العقدي، والأفكار التي تضرب قيم المجتمع.

وشدد سماحة الشيخ على أن الخطاب الديني يمكن أن يستمد قوته من مواكبة متغيرات الساحة، وتلبية احتياجات كل أفراد المجتمع.

ثم تناول الشيخ سلمان السبب الثاني، وهو: لغة الخطاب الديني، فقال: “لا بد أن تكون لغة الخطاب قريبة من فئة الشباب”.

وانتقد سماحته من يعرض الدين بلغة الحوزة التخصصية، وقال إن هذا الأسلوب يخلق فجوة بين الشباب وبين الدين، ويمكن أن يبعدهم عن التدين. كما أكد أن استعمال اللغة العصرية الحديثة، وطرح أمثلة يعايشونها وتلامس واقعهم، كفيل بردم هذه الهوة.

وعن السبب الثالث لعزوف الشباب عن الدين: رجّح الشيخ أحمد سلمان أن حصر الخطاب الديني في محراب المسجد ومنبر الحسينية من أهم الأسباب المسؤولة عن وجود هذه الظاهرة، وقال: “في الوقت الحالي توجد منابر ومنصات عصرية يتلقى منها الشباب المعارف، ومن أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي”.

وذكر سماحته بأن الشاب يقضي في تلك المواقع أضعاف الوقت الذي يقضيه في المسجد والحسينية، فقال: “الشباب يقضون ما لا يقل عن ٦ ساعات على برامج التواصل الاجتماعي، والبعض يصل إلى ١٢ ساعة يومياً”.

وشدد الشيخ سلمان على أهمية استغلال هذه البرامج، واستثمارها في الوصول إلى الشباب، بنقل الخطاب الديني ومحتوى المنبر إلى هذه البرامج، وبذلك ننشر الحق من حيث انتشر الباطل، أما إذا تركنا ميدان الإعلام لغيرنا، فسيملؤه بفكره ومبادئه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى