بشائر المجتمع

الشيخ النمر: الزوج قوة والزوجة حاضنة والماء الزلال

مالك هادي – سيهات

“يدرك الإنسان في أعماق نفسه أن من نعم الله وآياته العظام أن جعله كائنا اجتماعيا” بهذا المحور استهل سماحة الشيخ عبدالله النمر إمام مسجد الرسول الأعظم بحي الدانة في سيهات خطبة الجمعة لهذا الأسبوع، فأكد على اجتماعية الإنسان، وأن هذه الحاجة طبيعة وفطرة في الإنسان، وليست قسرية تقتضيها حاجته، فحتى لو كان مكتفيا وغنيا ففطرته ستدعوه للبحث عن الجماعة.

وفي حديثه أكد سماحة الشيخ النمر أن الإنسان يحتاج إلى تشريع وتقنين في حياته الاجتماعية، لوجود اختلافات ثقافية، وتقاطعات اقتصادية.

ومن هنا جاء الإسلام مؤكدا على بناء الأسرة وتنظيم علاقاتها، كونها تمثل وحدة بناء المجتمع، وقال: “إذا صلحت الأسرة وبنيت على أساس قوي ومتين ومحكم فإنها تكون نواة أساسية في بناء المجتمع الصالح، وإذا اختلّت ستكون سببا في إرباك ما حولها من خلايا مما يؤثر على البناء بأكمله.

وأشار سماحته إلى أن هذا التقنين الإلهي مبني على حالة من التوافق مع أصل الخلقة الإلهية، وأن من آيات الله ولطفه، وعنايته وإنعامه، على الإنسان أن جعله نسبا وصهرا فقال: “هذه الحاجة الضرورية التي زرعها الله في نفس الإنسان هي آلة للتكامل، وغرائزه تدفعه في هذا الاتجاه”.

وفي تحذير صريح تحدث (النمر) عن الخروج عن حالة الأسرة القويمة، وحالة التزاوج السوي، وعبر عنها بالحالة الشاذة فكريا وثقافيا، ونفسيا وجسديا. وذكر أن مما يخرج الأسرة عن الحالة القويمة والسليمة هو ما تواجهه من عصف ثقافي واجتماعي واقتصادي، وما يحدث لها من إرباكات من نواحي كثيرة. مما تسبب في تفشي نسبة من الأمراض الأسرية، كالطلاق وعدم الاستقرار، بنسبة تفوق 50% بين الأسر.

واستكمل الشيخ النمر حديثه بالقول أن الأسرة تقوم على قطبين: فالرجل يمثّل القوة والخشونة، والمرأة هي البيئة الحاضنة للجميع، وهي الماء الزلال الذي يذيب أشكال وألوان الاختلاف والتنافر.

وأن من ثمار الأسر السوية أن تجد أبناءها متوافقين سلوكيا وأخلاقيا وفكريا، بنحو منسجم، وسعادة وراحة، أما إذا تنافر القطبان فإن الأسرة ستتحول إلى بيئة قاتلة ومحضن ضار.

وفي ختام حديثه قال سماحته: “واقعنا المعاصر فتح أمام النساء مختلف الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن هذا الانفتاح لا ينبغي أن يكون على حساب الوظيفة الأساسية التي خلقت المرأة لأجلها وهي محضن الأسرة، فالأم تتوفر على مادة استثنائية لا توجد إلا في المرأة، وهي العطف واللطف، فهي مجرى اللطف الإلهي في خلقة الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى