بشائر المجتمع

السيد السلمان يدعو إلى مراجعة المراكز الاستشارية ويؤكد حفاظهم على السرية

مالك هادي – الأحساء

“ما هي وظيفتنا حينما يحدث الاختلاف في المجتمع بين طرفين أو أكثر؟” بهذا التساؤل استهل سماحة السيد هاشم السلمان إمام جامع آل الرسول في مدينة المبرز بالأحساء خطبة الجمعة متحدثا عن ظاهرة الاختلاف.

فأكد السيد السلمان أن الاختلاف أمر طبيعي، ومن سنن الحياة الكونية، ومن لوازم خلقة بني آدم، وأن الإسلام حرص على عدم تفشي واتساع هذه الظاهرة، كما دعا الإسلام إلى تطويقها بقدر ما يمكن.

ودعى السلمان إلى الابتعاد عن الأسباب التي تُذكي حالة الاختلاف، وحالة الخصومة والعداء والبغضاء، وقال: “لذلك حرم الإسلام النميمة والغيبة والكذب والسخرية وسوء الظن وغيرها، لأنها سبب لتفشي حالة الاختلاف بين الناس.

وفي المقابل أشار سماحته إلى أن الإسلام دعا إلى الأفعال التي تساعد على خلق أجواء الصلة والتآخي والتعاون والتقارب بين الناس، وقال: “على الرغم من كل هذه التأكيدات نجد الاختلافات موجودة بين المؤمنين، ما يوقع الخصومة والتناحر بينهم، حتى أصبحت متفشية، فامتلأت المحاكم بقضايا الخصومة والنزاعات الأسرية وغيرها”.

وطرح السيد السلمان علاج هذه الظاهرة من منظور قرآني في خطوتين، الأولى العلاج الداخلي فقال: “ينطلق هذا العلاج من إيقاظ حالة التقوى لدى الإنسان، والورع والخوف من الله تعالى، وتقوية الوازع الديني”.

وأشار السلمان إلى الخطوة الثانية في العلاج، ما أسماه العلاج الخارجي، فقال: “مع عدم وجود الوازع الديني، وفقدان الورع والخوف من الله، يلزم مبادرة المؤمنين وسعيهم لمعالجة هذه الظاهرة، حتى لا تتفشى، وترك التقاعس في السعي لعلاجها، وأن هذا هو ما أكد عليه القرآن الكريم في جملة من الآيات المباركة”.

ووجه سماحته إلى ضرورة أن يكون المتصدي لإصلاح المجتمع ومعالجة مشاكله من أهل المعرفة والحكمة، نظرا لتطور أسباب الخصومة والخلاف بين الناس، ودعا إلى الرجوع إلى المستشارين، والمراكز الاستشارية الأسرية، لمعالجة قضايا الأسرة الزوجية منها أو الأسرية.

وانتقد السيد السلمان بعض من يمتنع عن الرجوع إلى المراكز المختصة في علاج المشاكل الاجتماعية والأسرية، تحت ذريعة أن في ذلك كشفت للأسرار الأسرية، مؤكدا أنها تتسم بالسرية في حفظ خصوصيات الناس. وفي ختام حديثه حذر من تدخل من يفتقر إلى الحكمة في التصرف والمعالجة، والذي قد يشعل المشكلة ويفاقمها أكثر مما كانت عليه، وأكد على أهمية اختيار المصلح الأمين على أسرار الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى