أقلام

السيدة زينب (عليها السلام) قُدوة النساء والرجال

مصطفى العلي

ولدت السيدة زينب في العام الخامس من الهجرة النبوية الشريفة وتوفيت في العام ٦٢.

وقد كان عمرها الشريف ٥٧ عاما قضتها بين ستة من المعصومين، بدءاً من الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وانتهاء بالإمام السجاد عليهم السلام.

فقد نهلت وارتوت من ذلك النبع الصافي، والمعين الذي لا ينضب، حتى وصلت لمرتبة سامية، نالت بها شهادة المعصوم لها بقوله: “أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفهمة غير مفهمة”.

وعليه، ألا تستحق السيدة زينب أن تكون قدوة للنساء، كونها امرأة، وللرجال من حيث علمها ووعيها وثباتها ودورها الرسالي. فنحن نبخسها حقها (عليها السلام) إذا قصرنا تأثيرها على النساء فقط دون الرجال!

فزينب، إذًا منهج يمكننا الاستفادة من خلاله في حياتنا، على المستويات الفردية والاجتماعية، وهذا يتمثل في:

🔹التربية الصالحة المبنية على القيم والمبادئ الدينية الصحيحة. فمن الضروري تهيئة البيئة الصالحة لأبنائنا، لينشأوا تنشئة واعية، تنفعهم في مسيرتهم الدنيوية والأخروية.

🔹الاستفادة من الشخصيات التي عاشت معها، كمصادر ملهمة لبناء الشخصية الواعية. وهذا ماحققته زينب عليها السلام فقد تزودت من علوم المعصومين الستة، الذين عايشتهم. فالأجدى والأجدر بنا الاستفادة من كل من نعيش أو نتعامل معهم، في تنمية شخصيتنا، ورفع مستوى وعينا.

🔹اتخاذها قدوة والانتهال من تعاليمها وسيرتها، فلكي أسمو وأرتقي يلزم علي اتخاذ قدوات، يمكنني الاستفادة منهم، على المستوى العلمي والعملي، للوصول لأسمى مراتب الكمال.

🔹الثبات على المبادئ والقيم في جميع الأحوال والظروف، فلم تؤثر أشد المواقف ألما وقسوة على موقفها، وأجلى الشواهد: مواقفها مع يزيد وعبيدالله ابن زياد.. إذًا عليّ التسلح بالوعي والقيم النبيلة للتعامل من خلالهما مع متغيرات الحياة وصعوباتها، خصوصا والعالم في تطور وتغير يحتاج لمعرفة وبصيرة للتعامل باالأسلوب المناسب.

🔹حفاظها على عفتها وحجابها، بالرغم من قسوة المواقف. وكان أشدها حرجا بعد شهادة أخيها الحسين (عليه السلام).
ويكفي هذا مثالا لنسائنا للحفاظ على حجابهن وعفتهن، خصوصا وأنهن لم يتعرضن لما تعرضت له (عليها السلام) من مواقف حرجة. كذلك يلزم على الرجال الحرص على عفة زوجاتهم وبناتهم، كما هو حال من صحبن زينب (عليها السلام) من النساء.

🔹الدور العلمي في تفقيه المجتمع وتوعيته، خصوصا بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، فقد كان لها عليها السلام دور مساند للإمام السجاد (عليه السلام) في فترات التضييق التي مرت عليه بعد شهادة أبيه الحسين (عليه السلام)، فقد كانت تنطق عن لسانه طوال الفترة التي عاشتها معه بعد واقعة كربلاء، وساهمت مساهمة عملية فاعلة في تعليم وتفقيه نساء الأمة.

🔹زينب واستشراف المستقبل

مما قالته زينب في شأن قبر الإمام سيد الشهداء (عليه السلام): “لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورا، وأمره إلا علوا”.

فهي بهذه الكلمات تستشرف المستقبل، الذي يختزل في طياته أناسا محبين لأهل البيت (عليهم السلام)، ويساهمون في عمارة قبر سيد الشهداء (عليه السلام)، الذي أستشهد في دار غربة وبعيدًا عن الأوطان.

فسلام الله على عقيلة الطالبيين، وجعلنا من السائرين على نهجها، ونهج جدها وأبيها وأمها وأخويها عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى