بشائر المجتمع

السلمان: الإسلام كما دعى إلى التسامح في الزواج فقد دعى إليها في الفراق

مالك هادي: الأحساء

“عرفت الشريعة الإسلامية بالشريعة السمحة السمحاء لأنها في كل تشريعاتها أخذت منظور السماحة واللين والسهولة والخفة وبما بقدر عليه الإنسان” بهذه الحقيقة افتتح سماحة السيد هاشم السلمان حديث الجمعة في جامع آل الرسول في المبرز بالأحساء .

وأكد السيد السلمان أنه قد وردت آيات ونصوص كثيرة تحث على اللين والرقة والعطف اللطف والسهولة والغفران والتصافح والصفح وغيرها، كما نهت نهياً شديداً لما يقابل السماحة كالغلظة والشدة والقسوة والحقد والكراهية وغيرها .

وقال السلمان : إن السماحة مبدأ إسلامي وهو فضيلة أخلاقية عظيمة وضرورة اجتماعية، فلا يمكن أن تتم الحياة ولا التعايش السلمي إلا إذا كان السماحة ضافية على حياتنا، وما أحوجنا إلى تطبيق السماحة وإفضاء السعادة والطمئنينة والراحة بأن نكون رحماء وأعزاء فيما بيننا ، ونحمل الرقة والرفق .

كما ذكر سماحته بأن لا تعني الذلة والمهانة الخوف كما يتصور البعض أو تضييع الحقوق ، إنما السماحة العزة والكرامة وأن يترفع الإنسان عن مواقع الصغائر والجاهلين ، وقال : ومعنى السماحة أن نتجاوز عن الزلات الغير مقصودة ، وأن لا نرصد كل صغيرة وكبيرة تصدر من الناس، وعلينا أن لا ندقق في الأخطاء التي تصدر من قريب أو من بعيد ، وأن لا نعيش حياة المحاسبة في كل شيء .

وشدد السلمان في حديثه أن التسماح إنما يكون في حقوقك أيها الإنسان لا في حقوق غيرك ولا في حقوق المصلحة العامة ، ولا في الثوابت والتشريعات والعقائد الحقة ، وأن لهذا المفهوم موارد متعددة منها ما يكون في طلب الديون فيراعي الدائن المدين إذا كان معسرا ، ومنها في الخلافات فلا يكون متشددا في النزعات والخلافات .

كما تعرض سماحته لصور أخرى للتسامح كما في البيع والشراء ، فإذا كان الشخص بائعاً فلا يغالي في القيمة وإن كان مشتريا لا يكون مماكساً في شراءه لاسيما إذا كان البائع فقيرا .

وفي صورة أخرى من صور التسامح  تناول السيد السلمان صورة التسامح الأسري والذي يكون بين الزوجين فلا تكون الزوجة مثيرة للمشاكل ، ولا تقارن حياتها بغيرها فتراعي ظروف زوجها ، والزوج لا يدقق عليها ولا يحاسبها على كل شيء ، وقال سماحته : كذلك التسامح في التزويج فلا يتشدد والد البنت في الشروط ووضع المهور الباهضة وغيرها ، ومن التسامح إذا لم يكن تكافء بين الزوجين فيطبق إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، فالإسلام كما دعى إلى الليونة في الزواج كذلك دعى إلى الليونة في الفراق ، ومن التسامح الليونة في حضانة الأطفال فلا يكون الأبناء ضحية بين الأبوين المنفصلين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى