أقلام

خلك ملقوف !

الذي يعيش في أمريكا من مجتمعنا العربي سوف يشتكي يوماً ما من اللقافة في الشعب الأمريكي بشكل أو بآخر ، و خاصة إذا كان يعيش في عمارة سكنية ، لذلك مطلوب منك الانضباط و تحمل المزاجات المختلفة .

في يوم من الأيام كنت في الماركت أشتري بعض الحاجيات ، و كانت هناك عائلة أمريكية و ابنهم داخل عربة المشتريات ، و في لحظة غضب على الابن رفع الأب العربة بقوة و ضربها بالأرض ، و ظننت أن المشهد قد انتهى ، و لكن عندما كنت خارجاً من الماركت ، و إذا امرأة اتصلت على الشرطة للحضور و القبض على هذه العائلة ، و كانت تنتظر قدوم الشرطة لكي ترشدهم للشخص المشتكى عليه ، إلا أن العائلة كانت خارجة أيضاً ، فأشارت عليها ( بالعامية عينك عينك ) ، و في النهاية تم أخذ العائلة من قبل الشرطة .
أيضاً هناك موقف من أحد الشباب الذي ترك ابنه الصغير في السيارة ، و كانت درجة الحرارة دون الصفر ، و نزل لمدة دقيقة بل أقل يأخذ شيئاً من بقالة صغيرة ، و لما عاد إلى المنزل و إذا بالباب يطرق ، من أحد ضباط الشرطة و معه الشخص المشتكي بشحمه ولحمه يوبخه لم ترك ابنه في السيارة ، و حذره و أعطاه إنذاراً شديد اللهجة لأن هذا التصرف مخالف للقانون .
في المدارس بالعادة لن تسمع “الخير يخص و الشر يعم” ، و ينجلد كل الصف بسبب تصرف طائش من طالب واحد لم يملك الشجاعة لكي يتحمل عقاب فعلته ، و عادي تشوف أقرب صديق له في المدرسة يبلغ عنه إذا ارتكب خطأً جسيماً ، و لذلك الانضباط السلوكي هنا أفضل من مدارسنا بكثير لأن هناك عيون تراقب .

الخلاصة : يجب حالياً في هذه الأزمة أن نترك العواطف ( و لن أقول المبادئ و القيم ) ، و نُفعل “اللقافة” في حياتنا و يتم التبليغ عن أي سلوك من شأنه أن يضر الناس ، فنحن أمام مشكلةٍ صعبة ، و التسامح فيها قد يدفع ثمنها الكثير من الناس ، بل استمرار الأزمة فيه تأثير سلبي على الجميع ، و علينا أن نشاهد الصين التي دخلت مرحلة الانتعاش بعد السيطرة على الوباء ، و هي تشاهد الآن الدول الكبرى تتساقط عاجزة بعد أن كانت العيون تترقب انهيار الاقتصاد الأكبر – إلى جانب أمريكا – في العالم بسبب انتشار الكورونا فيها منذ بدايته.

“خلك ملقوف” و بلغ عن أي تجمع تعرفه يا عزيزي ، و الدين و الأخلاقيات و القيم تقف إلى جانبك حالياً ضد كل مستهتر أناني لا يعرف غير مصلحته الشخصية ، و ثق تماماً أن ضميرك على العكس سوف يكون مرتاحاً لأنك قمت بعمل يخدم الناس ، و من تبلغ عنه شخص لا يبالي بالآخرين و مصلحتهم و أنت واحد منهم ، بل لا يبالي بصحة أقرب الناس إليه بالخصوص كبار السن و المرضى ، و لم ينظر لأهمية حياتهم .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل جدا توظيف السلوك المناسب للموقف المناسب ، وتحويل السلبي إلى إيجابي يعود بالنفع على المجتمع . أحيي قلمك الجميل، وطاب المداد.

    أ.رباب النمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى