أقلام

كورونا .. وحرب الخليج (الحلقة الحادية عشرة)

رباب حسين النمر

٢٠١٩م

كل خبر ينتشر عبر وسائل التواصل في ثوان عديدة، فتطوي الرسالة الإلكترونية أصقاع العالم في لحظات وتنتقل من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه!

أخبار الصين تقلق العالم، حتى أصبحت (ترند) يتصدر صفحات كافة التطبيقات!

ودول العالم تغلق أبوابها خشية انتقال الفايروس الذي تناولته أجنحة الشائعات فقالت: انتشر فايروس كورونا كوفيد ١٩ بين الصينيين الذين يتناولون لحم الخفافيش في مدينة ووهان! لكن الأخبار ألقت بالتبعات على سوق السمك في المدينة ذاتها!

تتناقل الأخبار بأنه فايروس جديد مجهول الهوية، ولكنه ينتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم! ويفتك بالمجموعات.

وفي غضون أيام قلائل باتت الصين منطقة معزولة عن العالم خشية انتقال الفايروس منها إلى الخارج مما قد يتسبب في حدوث كارثة عظمى.

كنت أتصفح صور الستوري، وما ينشر عبر قروبات واتساب! فهالني وصول الفايروس إلى مدن إيطاليا.. كانت تسقط المدينة تلو المدينة أمام هذا العدو المجهول الذي لم يعلم البشر بعد كيف يتترسنون ضده، ولم يستطيعوا التنبؤ بسلوكه ومدى شراسته!

كانت الأفكار تموج كالبحر الهادر داخلي.. وتلقي في روعي أن الصين وإيطاليا مقبلتان على حرب بيولوجية مدمرة.. الوضع مزرٍ جدًا .. فقد أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عجزها عن السيطرة على الوضع، والفايروس ماضٍ في الفتك بضحاياه ولا سيما كبار السن الذين بدؤوا يتساقطون واحدهم تلو الآخر تحت عبث الفايروس بأجهزتهم التنفسية!

ويعصف في داخلي استفهام يلاحقني: ربااااه كيف تحولت إيطاليا في غضون أيام قلائل إلى بؤرة وباء حصد عشرات الآلاف من الموتى وأسقط مئات المصابين في انتظار علاج الرحمة أو الموت.

كيف حدث ذلك ومن المعروف أن إيطاليا ابتكرت نظام الحجر الصحي في القرن الرابع عشر لمواجهة الموت الأسود..

لم يكن يسمح للسفن القادمة عبر ميناء البندقية تفريغ حمولتها من البشر إلا بعد أن تبقى راسية عل الميناء أربعين يومًا، إيمانًا منهم أنها فترة كافية لتطهير الروح والجسد.

آمنوا بالمسيح، فقد قضى – كما يؤمنون- أربعين يومًا في الصحراء متجولًا وصائمًا، منعزلًا كي تتطهر روحه!

إيطاليا صاحبة الاختراعات الصحية المجيدة تسقط وزارة صحتها في فخ العجز!

لم يكن الحجر فقط هو من ابتكرته إيطاليا..

هذه الكمامات التي تعد من الوسائل الاحترازية ضد كورونا يعود تاريخها إلى إيطاليا في القرن السابع عشر حيث انتشر الطاعون.

كان الأطباء يغطون أفواههم وأنوفهم بقناع طويل يشبه المنقار ويضعون بداخله أعشابًا مطهرة ظنًا منهم أنه يقي من العدوى، ثم تطور هذا الاختراع حتى وصل كمام الوجه إلى ما هو عليه اليوم.

أيعقل أن يفترس الفايروس إيطاليا بهذا الشكل العنيف ويسخر من كل اختراعاتها الطبية وتاريخها الطويل في مواجهة الأمراض ومقاومتها؟

يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى