أقلام

سلامة الأبناء

أحمد الخرمدي

يرتكز علينا جميعًا أباء وأمهات دور هام، ومسؤولية كبرى تجاه أبنائنا، فالتوعية كما هو النصح والتوجيه، وتبصيرهم بالمخاطر جراء إستخدامهم الخاطئ والخطر للآلات المتحركة كالدراجات الهوائية (السياكل) والدراجات النارية (المواطير / الدبابات) في الشوارع العامة وبين الأحياء السكنية وأماكن النزهة(الكورنيش) وعدم اكتراثهم بأصول السلامة المرورية وممارستهم السلوكيات الخطرة وهم في سن المراهقة، وما يقوم به البعض من الحركات البهلوانية المخيفة والمروعة، ومنها رفع عجلات الدراجات إلى الأعلى وارتفاع مقدمتها مما يثير الذعر والاشمئزاز، غير مكترثين ولا مبالين بخطورة هذه التصرفات الصبيانية الكريهة والمستفزة.

لقد لوحظ في الآونة الأخيرة وللأسف الشديد، تكاثرت هذه العادات السيئة من سلوكيات تعكر صفو المارة والجالسين بعوائلهم في أماكن الترفيه والنزهة ومما يهدد سلامة الجميع حتى كاد السكوت عنها أن تكون مع الوقت ظاهرة متفشية، وقد جاء من العلم وهو ليس بالخفي على كل إنسان ما تسببته هذه التصرفات والسلوكيات الخاطئة والمريبة، من شباب وصبية مراهقين وأطفال في سن عشر سنوات وأقل، وكأن الأمر طبيعي، دون رقابة عليهم من أسرتهم أو ذويهم، ولا ينبغي غياب الأب أو الأم لعمل أو سفر ، وتعد هذه السلبيات في سياق التربية غير الصالحة، وقد لوحظ هذا العبث حتى في ساعات متأخرة من الليالي وفي أيام دوام المدارس، مما يؤكد أن هؤلاء المتسكعين في الشوارع وفي ساعات متأخرة من الليالي وبين الأحياء السكنية، ليس خطرًا على الأرواح ولكن قد يتجاوز إلى أبعد من ذلك وفيه من الشبهة!!

هذه الفئة العمرية، عندما تقودنا العاطفة -أباء وأمهات- بتلبية رغباتهم ومن دون توجيه ورقابة متتابعة، بشراء لهم الدراجات مثل “سكوتر” الأكثر خطورة، وغيره الكثير مما لا يحضرني أو لا أعلم اسمه، وأننا عندما نتساهل في عدم توجيههم ومراقبتهم للتأكد بأنهم يستخدمون هذه الآلات وفق الإجراءات القانونية الشديدة والسلامة المرورية الملطلوبه، وإشعارهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاههم والمجتمع عامة، دينيًا وأخلاقيًا وتربويًا ووطنيًا، دون الالتفاف إلى الحد من رغباتهم التي قد تكون ضررًا عليهم بالاستخدام الخاطئ، أو بعض الضغوط الأسرية المشينة والجاهلة، التي متى تجاهلناها، سوف ينتج عن ذلك أحداثًا مؤلمة ومخاطر وكوارث جسيمة، منها الحوادث المأساوية وحالات الإصابات الخطرة وحالات الوفيات التي قد يروح ضحيتها أرواح وأنفس بريئة لا قدر الله، إضافة إلى الهواجس الأمنية والسلوكية حيث المتربصين لهؤلاء الفتية وهم في عمر الزهور، حينها لا ينفع الندم !!

جهود كبيرة تبذل من الجهات الحكومية الرسمية المعنية ليلًا ونهارًا وعلى مدار الساعة، وهم يشكرون عليها، وكذلك مع ما يقدم من مبادرات التوعوية التطوعية المستمرة التي تقوم بها المؤسسات الخيرية والتعاونية والإنسانية، جميعها تصب في مصلحة الجميع والمحافظة على سلامتهم وعلى وجه الخصوص ذلك الاهتمام المتواصل من الدولة، تبذل الغالي والنفيس حفظها الله، من أجل السلامة والأمن والعمل على حث المجتمع أن يكونوا متعاونين مع بعضهم البعض، لكي يجنبوا أفراد أسرهم ومجتمعهم من كل ما هو يهدد سلامتهم وكل ما يهدر المال والممتلكات، وليحفظ الله أبناءنا وبناتنا فلذات أكبادنا من كل سؤ ومكروه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى