أقلام

إيحاءات قرآنية (١٠)

سيد أمير العلي

للأفكار التي يتبنّاها الإنسان حقّ عليه، بأن يختار أفضل الطرق التي يضمن بها وصولها إلى الآخرين بوضوح ودقّة.

صحيح أنّ من المفترض بنا أن لا نسيء فهم كلام غيرنا، سيّما إذا كنّا نعرف منه الصدق والسلامة، لكنّنا لا نستطيع بسهولة إلغاء ما يحتفّ بعملية التواصل بين الناس من مؤثّرات تسهم في كيفية استيعابهم لما يلقى عليهم، وقد تجعل ما يفهمونه أبعد من المراد بمسافات كبيرة.

وما يعقّد الواقع أكثر هو أنّ الإغواء الشيطاني يحرص على استغلال كلّ منفذ لتوتير العلاقات بين الناس، ولإبعادهم عن قبول الحقيقة، فيستغلّ الأخطاء والهفوات، ليضخّمها ويجعلها مانعاً من انفتاح الإنسان على الفكر الصحيح، بحيادية ورويّة.

ما يحدث أحياناً هو أنّ الإنسان يتعامل مع أفكاره وقناعاته كممتلكات شخصية، فيكون حسّاساً اتجاهها، وحريصاً على الاحتفاظ بها، فإذا أحسّ في خطاب الآخرين بشخصنة -ولو لم تكن مقصودة- فإنّه يتعالى ويستنكف حتّى عن مجرّد التفكير في احتمالية صواب أقوالهم؛ حرصاً منه على أناه، التي يتركّز عمل الشيطان على تضخيمها في عينيه.

وبذلك يكون خطأ الإنسان أو تساهله في اختيار الأسلوب الأفضل للحديث مع الآخرين سبباً في ابتعادهم عن الحقيقة التي يعتقد بها، أو القناعة التي يتبنّاها.

(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ، إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِيناً).

سورة الإسراء؛ ٥٣.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى