أقلام

إيحاءات قرآنية (١٢)

سيد أمير العلي

للشعائر الدينية دور كبير في استمرار الحضور الفاعل للدين في المجتمع والتاريخ، ووظيفة عالية الأهمّية في ترسيخه في وجدان الإنسان. فهي -إذا أردنا أن نختصر حقيقتها- عبارة عن عملية ربط ذكيّ بين السلوك والفكر والوجدان، من خلال تحديد أفعال تحمل دلالات إيحائية شعورية تشير إلى معتقدات خاصّة أو رموز مقدّسة، ويكون الاعتناء بهذه الأفعال والظواهر تعبيراً عن الانتماء إليها.

وبتعرّفنا على الدور الرئيس للشعائر، إضافة إلى ملاحظة صفتي التكرار والأداء الجماعي في إحيائها، نستطيع أن نتوجّه إلى أدوارها الأخرى المتعدّدة، ابتداءً من إتاحتها الفرصة لتشكيل الوعي الجمعي للممارسين لها، مروراً بإسهامها في تعزيز الروابط الاجتماعية المشتركة بينهم، وإظهارهم كجماعة متماسكة في نظر الآخرين، وصولاً إلى ما تودعه في القلوب من قيم أخلاقية وإيمانية كبيرة.

لكلّ ما تقدّم فإنّه من المهمّ مراقبة تحقيق الشعائر للأدوار الآنفة أثناء ممارستنا لها، وإذا أدّت اختلافاتنا في تفاصيلها، أو انحرف مسار ممارستها عن تلك الأدوار، فإنّنا ربّما نكون في الموقع الخطأ.

(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
سورة الحج؛ ٣٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى