أقلام

إضاءات قرآنية (١)

 الشيخ صالح ال ابراهيم

﴿الم﴾ البقرة:١

 

– تسع وعشرون سورة من سور القرآن الكريم تبدأ بحروف مقطعة ، وهي نصف الحروف الهجائية مع حذف المكرر منها، وتعد من المتشابهات التي اختص الله تبارك وتعالى بعلمها، و الراسخون ممن علمهم الله حقيقة معانيها و أسرارها .
– ولا يعني أنها من المهملات بل تعددت أقوال المفسرين حولها،
ومن جملة تلك الأقوال: أنها من أدلة الإعجاز والتحدي القرآني، إذ يعد عصر الجاهلية عصرًا ذهبيًا للأدب العربي، وقد تحدى الخالق بهذا الكتاب جميع ( الجن والإنس ) ليأتوا بمثله، بما يحويه من جمال لفظه، وكمال معناه، ونفوذه إلى القلوب، وتأثيره في الأرواح، مع كونه من حروفهم ومنطقهم، ولكنهم عجزوا عن ذلك، ومما يدعم هذا الرأي أن الآيات التي تذكر عظمة القرآن الكريم دائمًا تأتي مسبوقًة بحروف مقطعة .

– أما الثمرة التي نجنيها هنا، أن الإنسان مهما وصل إلى مراتب العلم والمعرفة والإبداع يبقى محدود وعاجز أمام علم الله عز و جل. ﴿.. وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا﴾ وهذا القصور والعجز يدعو الإنسان إلى عدم الإصابة بالغرور العلمي، أو الرضا عن النفس، بل مواصلة مشوار البحث والمعرفة الطويل .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى