أقلام

من دام كسله خاب أمله

أمير الصالح

حتما هناك تذمر وتزايد في عدد المتذمرين من الجائحة بسبب شلل حياتهم الاجتماعية والعملية، وقد تكون للبعض الاقتصادية، ولكن في المقابل هناك من كان في الأصل كسولاً،وأتته الفرصة لممارسة الكسل دون أي داعٍ لتبريره، بل وإلقاء كامل اللوم على فيروس كورونا في تفشي الكسل بجسده. والأدهى أن مستوى الكسل عند أولئك الكسالى وصل إلى عدم الاهتمام حتى بالنظافة الشخصية لأنفسهم، وعدم إبداء الرغبة بإنجاز أي عمل أو ممارسة هواية رياضية تكسر حاجز الرتابة وتجدد سريان الحياة في عروقهم.
مع تقدم العمر يضحى الكسول عبء على أسرته ومجتمعه ووطنه، وإن تصنّع حسن الكلام وتفنن في إلقاء الأعذار وانتقاء الألفاظ المنمقة وحبكة القصص للتملص عن أداء أي مهام.
معترك الحياة لا يعطي أهمية لمن يعيش عالة على الآخرين، ويضمحل أثرهم مع الأيام وإن كثرت ثروات أهاليهم التي قد تحجب عيوب أبنائهم الكسالى لبعض الوقت.
فأبناء المجتمع يقرؤون الواقع كما هو وإن (تمكيج) البعض أو (مكيجهم) البعض لفوائد عارضة أو تعاطف مؤقت.

أخي القاريء/ أختي القارئة من وجهة نظرك ما الذي صنع التغيير في بعض أبناء الجيل الصاعد لكي يكونوا أكثر انكفاء على أنفسهم أو أكثر كسلاً أو اتكالا على الحظ وعلى غيرهم؟

– هل هذا نتاج التاثر بالإنترنت والترفيه المفرط؟

– هل هذا نتاج التأثر بنجوم السوشل ميديا؟

– هل هذا الجيل نتاج التأثر بالميديا؟

– هل الجائحة كورونا هي السبب؟

كل ما ذُكر أعلاه عوامل قد تساعد بنسب مختلفه في الانكفاء الطارئ والكسل العارض، ولكن يبدو لي أن معظم السلوكيات السلبية في مجال الكسل تنبع لغياب الانضباط من داخل النفس.
هل الانضباط عند البعض متواجد أم غير متواجد أو متذبذب؟
لنعرف معنى الانضباط أولا، ثم نتفحص إذا كنا ومن حولنا ملتزمين بالانضباط أم غير ملتزمين أو مذبذبين؟

تعريف الانضباط كما أعرفه من عدة مصادر هو: الالتزام بسلوكيات معينه تخدم الإنسان لتحقيق أهدافه طويلة وقصيرة الأمد.
وفي عالم الواقع الانضباط هو: تحويل الممارسة اليومية بعد مواجهة أو تذليل كل الصعوبات، مثل مواجهة تقلبات طقس قارس البرودة أو شديد الحرارة، أو إلزام النفس بالاستيقاظ المبكر صباحاً، والخلود للنوم مبكراً، واستثمار الوقت لتطوير مهارات معينة. وهي عوامل تقرب الشخص من تحقيق أهدافه الكبرى، مثل تكوين ثروة مالية أو إنجاز عبادات روحية في وقتها أو التفوق العلمي الأكاديمي.
إن تربية النفس على الانضباط أمر يحتاج إلى ممارسة جهد كبير وطويل في الوقت ذاته على النفس.
إن استحضار الأهداف الكبرى في ذهن الإنسان بشكل دائم يحفزه على الاستمرار في الانضباط. وأختم بكلمة تُنسب للامام علي (ع)،هذا نصها : “احذروا الذنوب المورطة والعيوب المسخطة “. والكسل عيب في صاحبه، و جالب للسخط على جميع من يمارسه، والانضباط هو العلاج لذلك العيب إن وجد.
من الجميل أن يحادث كل منا نفسه بالتالي وبشكل مستمر:
سأبذل جهداً لأن أجعل من أفعالي خير ناطق عن نفسي، فهذا يجعلني في المحك ويجعل الآخرين على اطلاع بأن الجد سمة عن شخصية من يجلس أمامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى