ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
ليس سرًا أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في تحديد ما، إذا سيكون لدى الأطفال اضطرابات النمو العصبي، تعرض الأم للمخدرات والأمراض الفيروسية، أو البكتيرية قد يكون ضارًا أيضًا.
ومع ذلك، أظهر مسح وبائي حديث لحوالي 6 ملايين شخص، في جميع أنحاء العالم أن عمر الأب المتقدم مقترن بتطور اضطرابات النمو العصبي، وبعبارة أخرى، كلما زاد عمر الأب، زاد خطر إصابة الطفل باضطرابات، كالتوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، وإعاقات التعلم الأخرى.
فريق بحثي من قسم علم الأعصاب النمائي، في كلية الطب بجامعة توهوكو كشف مزيدًا من التفاصيل عن هذه الظاهرة في ورقتهم، التي انتشرت مؤخرًا في مجلة بلوس ون PLOS ONE.
قام فريق البحث، بقيادة طالبة الدكتوراه ميساكو تاتيهانا Misako Tatehana والبرفسور نوريكو أوسومي Noriko Osumi، بإجراء تحليل كيميائي نسيجي مناعي لخصية الفئران البالغة من العمر ثلاثة أشهر، قبل إجراء نفس التحليل على الفئران التي تبلغ من العمر 12 شهرًا أو أكثر، قامت تاتيهانا وفريقها بتحليل بروتينات الهِستون histone خلال عملية تكون الحيوانات المنوية spermatogenesis المكونة من 12 خطوة.
تخضع بروتينات الهِستون لتعديلات كيميائية أثناء تكون الحيوانات المنوية، مما يؤثر على التعبير الجيني، وبشكل أكثر تحديدًا، نظر الفريق في سبع عمليات ميثلة methylation وعملية أستلة acetylation واحدة.
قام الفريق بتصنيفها على أنها علامات التخلق المتتابع epigenetic، التعديلات تؤثر على تعبير الجين، دون تغيير تسلسل قاعدة الحمض النووي للجينوم نفسه، كشفت مقارنات علامات التخلق المتتابع epigenetic بين الفئران الأصغر والأكبر سناً، باستخدام تقنيات قياس التصوير الكمي أن الفئران الأكبر سنًا تحتوي على كميات أعلى من بروتين الهستون المعدل، H3K79me3.
وجدت دراسة سابقة قام بها البرفسور أوسومي Osumi أن هناك تلازمًا بين كمية ال H3K79me3 في الحيوانات المنوية والتواصل الكلامي غير الطبيعي.
في جراء الفئران [طرق التواصل في الفئران تشمل اخراج الأصوات المختلفة والتواصل الجسدي]، مما يجعلها علامة تنبؤية على اضطرابات النمو العصبي، يشير هذا الاكتشاف الجديد إلى أن اقدم الأب في العمر يحتمل أن تؤثر على النمو العصبي لدى البشر، من المأمول أن تسهم أبحاث إضافية في هذا الموضوع في تطوير طرق أكبر للاضطرابات [النمائية] المنبثقة من خطر تقدم سن الأب.
