أقلام

ملحمة الطف

عادل السيد حسن الحسين

أَلَمْ تَجِدْ لِفَاطِمٍ وُفَّادَا
فِي كَرْبَلَا قَدِ ارْتَقَتْ أَعْوَادَا

تَبْكِي عَلَى سِبْطٍ النَّبِيِّ أَحْمَدٍ
حَيْثُ الْعِدَا قَدْ قَرَّرُوا الْإِبْعَادَا

تَدْعُو الشَّبَابَ كَيْ يُنَاصِرُوا الْهُدَى
وَأَهْلَهُ أَهْلَ التُّقَى الْأَطْوَادَا

تَدْعُو الشُّعُوبَ يَرْكَبُونَ فِي سَفِينَةِ-
النَّجَاةِ إِذْ رَسَتْ أَوْتَادَا

لَمْ يَكْتَرِثْ أَعْدَاؤُهَا مِنْ قُرْبِهَا
لِلْمُصْطَفَى إِذْ مَارَسُوا أَحْقَادَا

بِبَغْيِهِمْ قَدْ حَاصَرُوا رِجَالَهَا
وَضَرَّجُوا الْأَوْلَادَ وَالْأَحْفَادَا

وَهَدَّدُوا الْأَصْحَابَ بِالسُّيُوفِ-
وَالرِّمَاحِ كَيْ لَا يَنْصُرُوا الْأَجْوَادَا

قَدْ مَنَعُوا الْأَطْفَالَ شِرْبَ الْمَاءِ ظُلْمًا-
لَمْ يُرَاعُوا مَنْ بَنَى الْأَمْجَادَا

وَالْأَكْبَرُ الشَّبِيهُ قَدْ جَنْدَلَهُمْ
حَتَّى تَرَصَّدُوا لَهُ إِرْصَادَا

أَهْلَكَ بَكْرَهُمْ كَوُدٍّ عِنْدَمَا
جَنْدَلَهُ حَيْدَرَةٌ إِرْعَادَا

وَصَيَّرَ الطُّفُوفَ بَدْرًا وَبِهَا
ذَكَّرَهُمْ حَيْدَرَةً إِنْشَادَا

وَالْفَضْلُ كُلُّ الْفَضْلِ لِلْعَبَّاسِ فِي
أَرْضِ الْوَغَى إِذْ جَدَّلَ الْأَجْنَادَا

قَدْ ذَكَّرَ الْأَعْدَاءَ حَمْلَاتِ الَّذِي
يَخْشَوْنَهُ اسْمًا فَلَنْ يَنْقَادَا

لَكِنَّهُمْ تَكَاثَرُوا بِثِقْلِهِمْ
عَلَى أَبِي الْفَضْلِ الَّذِي قَدْ جَادَا

وَبِالْخَدِيعَةِ اسْتَطَاعُوا قَتْلَهُ
وَمَنْعَهُ أَنْ يُوصِلَ الْأَوْرَادَا

وَقَاسِمٌ نَجْلُ الْإِمَامِ المُجْتَبَى
تَفْدِيهُ أَرْوَاحُ الْمَلَا إِسْنَادَا

بِالرَّغْمِ مِنْ قِصْرِ سِنِينِهِ تَرَى
فَتًى بِعَزْمٍ حَارَبَ الْأَوْغَادَا

لَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَنُوا لِسِنِّهِ
غَارُوا عَلَيْهِ فِي الْوَغَى أَعْدَادَا

حَتَّى الرَّضِيعُ جَرَّعُوهُ حِقْدَهُمْ
مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ قَدْ قَضَى مُنْقَادَا

مِنَ الْوَرِيدِ لِلْوَرِيدِ أَزْهَقُوا
رُوحَ الرَّضِيعِ لَمْ يَعُوا إِرْشَادَا

أَمَّا الْحُسَيْنُ ظَلَّ فِي فُسْطَاطِهِ
فَرْدًا علَيْهِ قَدْ رَأَوْا إِجْهَادَا

يَدْعُو أَمَا مِنْ نَاصِرٍ يَنْصُرُنَا
يَذُبُّ عَنَّا ظُلْمَهُمْ ذوَّادَا

لَكِنَّهُمْ رَدُّوا عَلَيْهِ بِالنِّبَالِ
وَالْحَدِيدِ وَالْحَصَى إِنْكَادَا

فَسَلَّمَ الشَّهِيدُ رُوحَهُ-
لِبَارِيهَا كَمَا شَاءَ لَهُ إِشْهَادَا

وَأَحْرَقُوا الْخِيَامَ حِقْدًا فِي عَلِيٍّ-
وَالرَّسُولِ لَمْ يَرَوْا أَشْهَادَا

وَشَرَّدُوا الأَطْفَالَ فِي الْقِفَارِ إِذْ
هَامُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ أَفْرَادَا

أَمَّا النِّسَاءُ قَدْ سُبِينَ عُنْوَةً
بِسَبْيِهِنْ قَدْ أَمْعَنُوا الْإِلْحَادَا

وَعَذَّبُوا الرَّكْبَ بِمَا قَدْ أَحْدَثُوا
لَمْ يَرْحَمُوا بِنْتًا وَلَا أَوْلَادَا

وَزَيْنَبٌ ظَلَّتْ عَلَى تَلِّ الْفِدَا
تَحْمِي الْيَتَامَى وَالنِّسَا إِرْفَادَا

رَافِعَةٌ لِوَاءَ نَهْضَةِ الْحُسَيْنِ-
فِي السّبَا كَيْ تُحْيِيَ الْأَمْجَادَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى