أقلام

حين تنحى الكفاءات ..!؟

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (٧)

للكفاءات الدينية والعلمية دور بارز في تسريع عجلة بناء وتكامل المجتمعات، وصناعة واقع نموذجي ومستقبل مشرق لها، والمجتمعات الواعية تدرك هذه الحقيقة جيدًا، مما يدعوها للاهتمام بكفاءاتها و احتضانها وتوفير البيئة المناسبة لنموها وبروزها، وتميز عطائها.

بينما هناك مجتمعات تجهل أوتتجاهل هذه الحقيقة للأسف، وبذاك تئدُ كفاءاتها في مهدها، إما لعدم وجود البيئة المحفزة والمشجعة، أو لوجود نفوس مريضة ملوثة بالحسد والغيرة والأنانية وحب الذات وغيرها من الأمراض، والعقد النفسية مما يدفعها لتسقيطها، ووضع العراقيل أمامها، فهي لا تتحمل رؤية أحدًا ناجحًا ومتميزًا، مضافًا إلى ذلك غلبة المصالح والمحسوبيات والماديات في بعض الأحيان على حساب تمكين الكفاءات، وهذا ما يؤدي إلى تنحيتها أوتنحيها، والذي ينتج عنه توقف عجلة النهوض الاجتماعي، والتقدم الحضاري، وترهل الكيانات الدينية والثقافية والاجتماعية .

فحينما تُنحى الكفاءات المؤهلة سيتصدى من هم دونهم، وهذا يسبب ضعف الاستثمار والإنتاجية لتلك الكيانات، وتفاقم مشاكل المجتمع وتعميقها .

لذا .. ما إن اردنا النهوض بمجتمعنا واستثمار كياناته التي هي ملك الجميع، علينا رفع شعار تمكين الكفاءات عبر تحفيزها، ودعمتها، وفسح المجال أمامها.

وأخير..لعل من الإشكاليات الاجمتماعية في التعامل مع الكفاءات والطاقات أن لا يعرف قدرها، ولا يتم تكريمها والاعتزاز بها إلا بعد فقدها، وهذا خطأ..لذا عيلنا تجاوز هذه الحالة عبر حفظ حقها والحرص على الاستفادة منها قبل أن نفقدها.

قال الإمام علي (ع): ” العلم بلا عمل وبال، العمل بلا علم ضلال “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى