بشائر المجتمع

السلمان يؤكد على المبالغة في تأديب الأبناء والبن سعد يحذر من انتشار (طلاق الكهولة)

مالك هادي: الأحساء

“علاقة الأبوة والبنوة علاقة أساسية لأنها علاقة جزئية فالولد بضعة من أبيه وأمه، وأصل الولد هو الأب والأم” بهذا استهل سماحة السيد هاشم السلمان إمام جامع آل الرسول في المبرز بالأحساء حديث الجمعة لهذا الأسبوع.

وأكد سماحته بأن هذا هو ما جعل الإسلام يؤكد على بناء هذه العلاقة بناءً متيناً، وأن هذا جاء ضمن اهتمام الشارع في موضوع رعاية الأسرة والاهتمام بها وجعل لها حقوق متعددة لأنه بها تصلح المجتمعات.

كما وجه السلمان رسالة صريحة بأن تحصيل الأولاد الصالحين ليس بالأمر الميسور ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الأسباب والدوافع للانحراف والضلال، فأصبحت التربية من أصعب الأمور مع هذه الانشغالات، فقال: بالأمس كنا نشتكي من انشغال الآباء عن أبنائهم، وأصبحنا اليوم نشتكي من انشغال الأمهات، واشغال الأبوين هو أبرز أسباب انحراف الأبناء .

وأشار السيد السلمان إلى حرص القرآن الكريم نظراً لصعوبة التربية الصالحة للأبناء على ضرورة طلب العون من الله سبحانه وتعالى لهذا الأمر، بأن يوفر تعالى له الأسباب ويهيئ له الظروف لذلك.

ومن جانب آخر قال سماحته: إن ما تتميز به الشريعة الإسلامية أنها توجيه الأبوين لإعداد الأرضية المناسبة للتربية الصالحة قبل بناء الأسرة فيبدأ الأبوان بالاختيار المناسب للشريك ضمن ضوابط وضعتها الشريعة الإسلامية، وهي ثلاثة: التدين والإلتزام، والأخلاق الطيبة والشريفة، والمنبت الطيب، وأن من الجوانب المهمة في التربية الصالحة التأديب والمبالغة في ذلك، في الجوانب الثلاثة: الجسدي والروحي والفكري.

وفي جامع الإمام الحسين ببلدة الحليلة قال سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد بأن الطلاق عملية ذات بعدين متناقضين، فقد يكون بداية بناء، وقد يكون خاتمة ونهاية للحياة.
وحذر سماحته في حديثه من ارتفاع نسبة الطلاق بشكل جنوني، وأن من أغرب الحالات انتشاراً في ظاهرة الطلاق حالات (طلاق الكهولة) وهي التي تقع بعد عشرات السنوات من الزواج، ووصفها بأنها ليست فردية، بل هي متكررة بشكل راتب.

كما أخضع البن سعد الطلاق لموازين ثلاثة يقع بينها:
1.العدالة الشخصية: المربوطة بين الشخص والله سبحانه وتعالى، فلا تستطيع العدالة القانونية أن تكشف عنها في كل الحالات.
وذكر بأن من أبرز أسباب الطلاق في هذا الميزان الاضطرابات النفسية التي تسبب قلة التحمل مما يؤدي إلى قلة الوعي بالمسؤولية، وأن من الأسباب الشخصية لانتشار الطلاق التمسك بالذات عند الزوجين، واللازم عليهما التمسك بالحياة ليخضع كل منهما لمتطلبات الآخر.
2.العدالة الإجتماعية: فإذا فقد المجتمع حالة القلق والخوف من جراء تكاثر حالات الطلاق، فهذا يعني غياب العدالة الاجتماعية.
3.العدالة القانونية: ومنها ظاهرة (مشاكل ما بعد الطلاق) التي تستمر لسنوات عديدة، والتي من أسبابها منصات التواصل، والضحية فيها هم الأبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى