أقلام

عزيزي بابا الفاتيكان

السيد زكريا الحاجي

عزيزي بابا الفاتيكان، عندما تزور السّيد السّيستاني، لن يكون هناك قصراً كالذي تعيش فيه، ولن تلتقيه في حضن القيادات السّياسيّة، فلا يوجد إلا أريكة متواضعة تتناسب مع المنزل المستأجر الواقع في تلك الزُّقاق الضيّقة، علماً أنّ الأريكة لم توضع إلا في السّنوات الأخيرة اضطراراً.

هناك ستلتقي برجل دين حقيقي، شخصيّة لا تملك إلا الزّعامة الدّينيّة فقط، فهو فقيه من أحفاد نبيّ الإسلام “ص”، تجسّدت فيه الأخلاق والمبادئ القرآنيّة، ستكون أمام انموذج تاريخيّ حيّ لتلامذة وصحابة أهل البيت “ع”، الذين لعلّه قرأت عنهم في الكتب التاريخيّة، هو ليس فقط يشبههم في أخلاقهم، بل حتى في ظرفهم، فقد عاش لسنوات طويلة في دولة يحكمها شخصيّة تُعتبر من أكبر دكتاتوريّ العصر الحديث، لا يمكن أن تتخيّل ظروف المعيشة حينها، كما لا يخفى عليك ما يعيشه اليوم وما يواجهه من تحدّيات.. صدقني إنّها شخصيّة استثنائيّة، لا أعتقد أنّك -مع كثرة سفراتك- قد قابلت مثلها.

عزيزي بابا الفاتيكان، عندما أُشاهدك تَعبر بين الرّاقصات، وأرى رموزاً دينيّة أخرى لا تستطيع أن تلتقيها إلا من خلال أبواب قصور السّلاطين، هذا يأخذ بتلابيب ذهني إلى مقارنة قهريّة وعفويّة مع من ستلتقي به، لا أقصد بذلك أيّ استنقاص لك ولغيرك، فهو يتوافق مع مبادئكم، وأنا لا أتحدث عن شيء تمارسونه في الخفاء، أنا فقط -مع احترامي لكم- أحببتُ أن أخبرك بمدى اعتزازي وافتخاري بمرجعيّتي الدّينيّة، ابنة دعاء كميل، وأبي حمزة الثّمالي، والصّحيفة السّجاديّة.. علماً أنّ السّيد السّيستاني ليس الشّخصيّة الفريدة في وسطنا الدّيني، فلو التفتَ يميناً وشمالاً وأنت في طريقك إلى شارع الرّسول ستجد العديد من فقهائنا هكذا، إنّه منهج يتوارثه العلماء جيلاً بعد جيل، وهم متواجدون في بلدان وبقاع مختلفة، قد تختلف ظروفهم، لكن المنهج الإيماني واحد، مستمد من صاحب تلك القبّة التي ستشاهدها في طريقك نحو منزل السّيد.

اتمنى لك طيب الإقامة والسّلامة بحقّ سيدنا المسيح “ع”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نفتخر بهذا السيد الاعظم الذي حقن دماء المسلمين من همجية داعش وبناتها وهو الذي مهد الانتصار علي الظلمين وإعداء الانسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى