أقلام

جلسة تدشين كتاب (جلسات الرمضان) للأستاذ سلمان الحجي

علي محمد عساكر

بدعوة كريمة من الأستاذ حسين بن المؤرخ الحاج جواد الرمضان حضرنا صباح يوم (الجمعة) 11 رجب 1441هـ 6 مارس 2020م جلسة الاحتفاء بتدشين كتاب (جلسات الرمضان) لمؤلفه الأستاذ سلمان بن حسين الحجي، بحضور نخبة من الأدباء والكتّاب والباحثين والمثقفين، ممن كانوا يرتادون تلك الجلسات الطيبة التي يعقدها المؤرخ جواد الرمضان رحمه الله في منزله العامر صباح كل يوم جمعة، والتي كنت من المتشرفين بحضور بعضها حسب الفرصة، وهي -بحق وصدق- جلسات عامرة بالتاريخ والثقافة والفكر والأدب، وغير ذلك مما هو جامع بين المتعة والفائدة، إضافة إلى ما يمكن كسبه من التعرف على الشخصيات، وتكوين العلاقات، التي قد يتحول بعضها إلى صداقات.
كانت (جلسة الاحتفاء بكتاب الجلسات) في منزل ابن (المؤرخ الجواد) الأستاذ حسين الرمضان الذي افتتحها بالترحيب بالحضور الكريم، وإعطاء نبذة تاريخية مختصرة عن جلسة والده منذ تأسيسها إلى أن التحق الأستاذ سلمان بها، وإلى أن توقفت بسبب مرض والده المؤرخ أولا، ومن ثم انتقاله إلى جوار ربه ثانيا، ليختم بالشكر للأستاذ سلمان على ما بذله من جهود في توثيق تلك الجلسات، وقيامه بإخراجها في كتابه هذا.
أما الأستاذ سلمان فافتتح كلمته بالحديث عن علاقته بالشيخ المؤرخ، وكيف تكونت وتوطدت، إلى أن أثمرت وأنتجت، فكان ثمرها ونتاجها كتاب (أمالي الرمضان بقلم سلمان) وكتاب (جلسات الرمضان) ليتوجه بعدها إلى شكر الحاضرين وتقديره لحضورهم ومشاركته الاحتفال بكتابه، مؤكدا لهم استفادته منهم جميعا في مشواره الكتابي، وطالبا منهم أن لا يبخلوا عليه بأي ملحوظة قد يجدونها في كتابه هذا ليعمل على تلافيها.
بعدها توالت المداخلات والتعقيبات من الحضور الكريم، فكان الذين داخلوا حسب ترتيبهم في مداخلاتهم: المهندس حسن الجبران، الأستاذ علي عيسى الوباري، الأستاذ أحمد العيثان، الأديب الشاعر محمد الجلواح، الأستاذ أحمد البقشي، علي محمد عساكر، الباحث الشيخ محمد علي الحرز، الأستاذ علي السلطان، المهندس عبد الله الشايب.
وقد تنوعت هذه المداخلات ما بين الحديث عن المؤرخ المرحوم جواد الرمضان ودوره الريادي في حفظ تاريخ المنطقة، والتطرق إلى سرد بعض الذكريات الجميلة معه، والحديث عن جلسته العامرة وما يدور فيها من أحاديث شائقة، ومواضيع نافعة، والثناء على الأستاذ سلمان، والتقدير لجهوده الكبيرة فيما يقوم به من جهود كبيرة في توثيق ما يمكن تسميته (التاريخ المنسي للمنطقة) سواء من خلال مؤلفه هذا أم غيره من مؤلفاته الأخرى، إضافة إلى تقديم التهاني والتبريكات لشخصه الكريم بهذا الإصدار، إلى أن أسدل الستار بكلمة الختام للمحتفى به وبكتابه الأستاذ سلمان الحجي، التي ضمنها الشكر والتقدير والامتنان والعرفان لكل من حضر الجلسة وشاركه الاحتفاء والاحتفال بالجلسات.
أما الكتاب فلست الآن بصدد العرض له، وإنما فقط أشير إلى أن الأستاذ سلمان أوضح فكرته في الصفحتين الثامنة والتاسعة من مقدمته بقوله: (أما عن فكرة هذا الكتاب، فقد كانت البداية في آخر سنة من حياته -يعني المؤرخ الرمضان- عام 1339هـ عندما قررت أن أوثق جلساته أيام الجمع، وكانت البداية من يوم الجمعة الموافق 29 محرم 1439هـ، واستمر ذلك إلى يوم الجمعة الموافق 8 شعبان 1439هـ.
وكانت الخطة استمرار التوثيق إلى نهاية جلسة الجمعة التي قبل إطلالة شهر رمضان من عام 1439هـ، ولكن مرض موته جعل نهاية التوثيق يوم الجمعة بتاريخ 8 شعبان 1439هـ)
وأما عن هدفه من هذا التوثيق، ومن ثم عمله على إخراجه في هذا الكتاب، فقد أوضحه في الصفحة التاسعة من مقدمته بقوله: (كان هدفنا توثيق كل ما يتناوله مؤرخنا من معلومات صالحة للتوثيق في تلك الجلسات)
ولا شك أنه وثقها وأخرجها في كتابه هذا لما رآه فيها من معلومات رائعة، وأخبار جميلة ومفيدة، سواء كانت قضايا تاريخية، أو طرائف أدبية، أو أحداث اجتماعية، أو معالم أثرية…إلى غير ذلك مما يمكن أن تضمه هذه الجلسات الجميلة من معلومات مفيدة ومسلية في آن واحد.
ومع هذه الجلسات الثمان التي وثقها الأستاذ سلمان وضمنها كتابه هذا، كانت هناك وقفات جميلة عثر عليها الأستاذ سلمان أثناء مراجعته لمذكراته، لكنه لم يوثقها توثيقا كاملا كما هو الحال في تلك الجلسات، فوضعها في مقدمة كتابه، وذلك لأنها -بحسب وصفه وتعبيره في الصفحة الثامنة من مقدمة كتابه-: (تذكرنا بالتحف التي استفدنا منها من أستاذنا الرمضان رحمه الله)
وهي تسع وقفات في تواريخ مختلفة، وأماكن متعددة، على النحو التالي:
1- ليلة الخميس 17 ربيع الثاني 1432هـ
2- ليلة الخميس 5 جمادى الأولى 1432هـ
3- يوم الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1432هـ
4- يوم الأربعاء 1 جمادى الآخرة 1432هـ
5- يوم الجمعة 2 ربيع الثاني 1433هـ
6- يوم الجمعة 18 محرم 1438هـ
7- يوم الجمعة 22 ربيع الثاني 1438هـ
8- يوم الجمعة 15 رجب 1438هـ
9- يوم الخميس 22 رمضان 1439هـ
وكان الأستاذ سلمان يذكر اليوم والتاريخ مقرونا بذكر الموقف أو الحدث الذي حدث فيه، سواء كان معلومة ذكرها المؤرخ، أو سؤال هو سأله إياه، أو ما شابه ذلك من أمور، وذلك من الصفحة 8 إلى الصفحة 12 من المقدمة.
أما التوثيقات الثمان التي وثقها توثيقا كاملا، فقد ذكرها في كتابه متسلسلة حسب تواريخها، وكان يذكرها تحت عنوان موحد لها جميعها، هو (أهم ما رصد في جلسة شيخ المؤرخين، الشيخ جواد بن حسين الرمضان في يوم الجمعة الموافق) ثم يذكر تاريخ الجلسة وأحداثها.
الكتاب يقع في (408) صفحات من الحجم الوزيري، (326) منها للمقدمة وتوثيق الجلسات، والبقية للفهارس الفنية، وهي تشتمل على (فهرسة الأعلام، وفهرسة القبائل والأسر، وفهرسة المواقع والبلدان) وأخيرا (ملحق الصور) الذي يضم مجموعة من الصور المتنوعة للمؤرخ الحاج جواد الرمضان في أماكن متعددة، ومراحل مختلفة من عمره وحياته رحمه الله تعالى.
وأظن أن كل من حضر جلسات الشيخ المؤرخ الحاج جواد الرمضان سيكون على يقين أن هذا الكتاب يضم بين دفتيه الكثير من النكات اللطيفة، والنوادر الجميلة، والمعلومات القيمة والمفيدة، والتي قد يكون الكثير منها من نوادر المعلومات، إما لصعوبة العثور عليها في المصادر والكتب لندرة التطرق إليها، أو لعدم توثيقها من الأصل، فهي -إن صح التعبير- من التاريخ الشفهي غير المدون.
وفي الختام أحب أن أوضح ما هو واضح للجميع، من أن كل ما دونته الآن عن كتاب (الجلسات وجلسته) ليس دراسة نقدية للكتاب، بل ولا هو عرض كامل له، بقدر ما هو تعريف مختصر جدا بفكرته وطبيعته، إضافة إلى تعريف أيضا مختصر لجلسة الاحتفاء بالكاتب وكتابه، وما دار فيها من كلمات ومداخلات وتعقيبات.
كل الدعوات بكل الرحمات للمؤرخ الحاج جواد بن حسين الرمضان، وحفظ الله الحسنين وجعلهما خير خلف لخير سلف، وبارك الله هذه الجهود الطيبة التي يبذلها أخونا العزيز سلمان في الرصد والتوثيق، وجزيل الشكر وعظيم الامتنان للأستاذ حسين الرمضان تشريفي بدعوته الكريمة لحضور جلسة الاحتفاء بكتاب الجلسات، والشكر الجزيل أيضا للأستاذ محمد الرمضان (بو كميل) الذي حين أردت الانصراف نادى المصور وأصرّ على أن نأخذ صورة تذكارية خاصة في بهو منزل الأستاذ حسين، وكذا للأستاذ فؤاد البغلي الذي رافقني إلى السيارة ليخصني بإهداء نسخة من (ديوان البغلي) للعالم الأديب الشيخ محمد بن علي البغلي، الذي حققه وعلق عليه وترجم صاحبه المؤرخ الحاج جواد بن حسين الرمضان، وطبع على نفقة مبرة إبراهيم طاهر البغلي في الكويت، وهو الإصدار الثاني من سلسلة (من تراث الأحساء الشعري)
عصر يوم السبت 12 رجب 1441هـ – 7 مارس 2020م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى