أقلام

القراءة المُنتجة (المثمرة)

أمير الصالح

في ظل الزخ الماطر المستمر بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري و النشر المهول من الكتب و المجالات و المطويات و التغريدات و الافلام و مقاطع الفيديو و النشرات المتعددة في العالم الرقمي و العالم الورقي و الفضائيات المتنوعة و القنوات التجارية المتخصصة ، يصارع الاباء الاوفياء و التربويون الصلحاء و رجال الدين الاتقياء و رؤوساء الدول الامناء بان يستحصل ابناء الاجيال الصاعدة و انفسهم خطوات القراءة السليمة و السريعة و المنتجة و المثمرة بهدف زيادة الكفاءة في التركيز و حسن المواكبة و كفاءة الاتصال و التواصل و سرعة صناعة القرار في حياتهم و توطين التقنية المفيدة و تجنب الوقوع في المُلهيات و الجهل و التهميش و التضليل .
دعني القي معك نظرة خاطفة على هذه المعلومة الاخصائية .

متوسط معدل الاوقات المقضية على جهاز الهاتف الذكي في اليوم للفرد
‏Average time/day spent on smartphones:

‏2021: 3 hrs, 19 min
‏2020: 3 hrs, 13 min
‏2019: 2 hrs, 45 min
‏2018: 2 hrs, 25 min
‏2017: 2 hrs, 11 min
‏2016: 1 hr, 55 min
‏2015: 1 hr, 39 min
‏2014: 1 hr, 26 min
‏2013: 1 hr, 11 min
‏2012: 43 min
‏2011: 22 min

و من المعلوم ان هناك احصائيات متعددة عن كل تطبيق في السوشل ميديا يبين عدد المتابعين و كمية الساعات المقضية عليه و ارباح الشركة المالكة لكل تطبيق . و لكون اوقات استخدام الهاتف الذكي تشمل قراءة ( واتس اب / فيس بوك / سناب شات ) و مشاهدة ( يوتيوب / مقاطع فيديو ) و استماع ( بودكاست / سوند كلاود / كاست بوكس ) و اتصال فمن الجيد ان نتطرق على القراءة و يمكن التعميم على الاستماع و المشاهدة .

تصنيف القراءة :

القراءة ( المشاهدة / الاستماع ) في ثلاثة أنواع
‏- الأول : القراءة العامة
‏- الثاني : القراءة في دائرة الاهتمام
‏- الثالث : القراءة في دائرة التخصص

سنمر مرور خاطف على كل صنف مع اضاءة بسيطة .

القراءة العامة :

كأن يقرأ الانسان قصص أو روايات أو معلومات عامة أو بعض من كتاب هنا و مطوية دعائية هناك بلا هدف واضح
‏وهذه قرآءة خاطفة و جيده في مجملها لما لها من اثراء لغوي و زيادة خصوبة في المعلومات العامة. الا ان بعضها و للاسف الشديد قد يكون ضرره أكبر من نفعه لا سيما في تغيير بعض القناعات لدى قليلي الاطلاع لانها تبنى على أنصاف المعلومات والأراء . و هذا النوع من القرآءة يجب أن تُعطى النسبة الأقل من الوقت في القرآءة

القراءة في دوائر الاهتمام :

‏وهي النطاقات الملحة زمنيا و الطارئة في حياتك كالقراءة في مجالات قوانين العمل المستجدة أو مهام الوظيفة الجديدة المناطة بك حديثا أو المجالات التي تتقاطع وتتكامل مع تخصصك كأن يقرأ الاعلامي في مواثيق الاعلام والجوانب القانونية وبعض المفاهيم الإدارية الحديثة وأنظمة المعلومات و التوثيق… الخ

القراءة التخصصية

وهي في صلب التخصص والوظيفة وهذه القراءة يجب أن تُعطى في المراحل الأولى من حياة الانسان الجزء الأكبر من الوقت والجهد و التركيز و الالمام و المتابعة. ‏ومن تجارب العديد من المتميزين في هذا النوع من القرآءة حيث توجيه الطاقات الفردية نحو ما يسمى لدى البعض بالقراءة البحثية أو القرآءة المنتجة. و هذا النوع اي القراءة المنتجة هي القراءة المفيدة للانسان الشاب و لمحيط ذلك الانسان المبدع .

و لتسليط الضوء بشكل اكبر عن القراءة المثمرة . هي القرآءة المركزة و ليست بقراءه كتاب حتى ينتهي وإنما قراءة في موضوع واحد محدد من مصادر ومراجع مختلفة و اطلاع على ذات الموضوع و اعطاءه حقه من كافة الزوايا التولع فيه إلى وصول مرحلة متخصص أو خبير او مستشار مستقبلا باذن الله العلي القدير .

هذا النوع من القرآءة المركزة والتي تستوجب قطع خطوط التشويش و المعوقات و التداخلات من المهم أن تتحول الى قرآءة منتجة وأقصد بمنتجة أي ان لها أثر و قيمة على المستوى‏ الشخصي معنويا و ادبيا و حتى ماديا و حتما في بناء كريزما الشخص ذاته. قد ينجح البعض في تحويل بعض قراءتهم المنتجة الى :

‏١- اطلاق مقالات صحفية في مواقع التواصل او مجلات متخصصة

٢- تأليف كتاب او المشاركة في تأليف كتاب او مقاطع فيديو هادفة

‏٣- اعداد مذكرة في شأن محدد ونشرها ليستفيد منها الناس و ابناء المجتمع

‏٤- تحضير دورة تدريبية أو ورشة عمل
وتقديمها كخدمة للمجتمع بدون او بمقابل مالي رمزي

‏٥- اطلاق بحث دراسي اكاديمي لمرحلة ماجستير او دكتوراه

‏٦- نشر مقالات علمية أو بحوث في مجلات رائدة محكمة

‏٧- اعداد فكرة منتج قابل لتحويلها الى برامج و تطبيقات وتقديمها كخدمة انسانية او بثمن

‏٨- استثمار هذا التركيز المعرفي لاستحصال شهادة مهنية احترافية في ذات المجال تزيد من قيمة الشخص في سوق العمل

‏٩-تحويل بعض الافكار لسلسة تغريدات في تويتر ونشرها ليستفيد الناس منها

١٠- اطلاق قناة يوتيوب ذات محتوى مخصص و هادف

ختاماً:

القرآن الكريم هو الاكثر الهاما في الحث على القراءة المنتجة و المحفز للوقوف على النافع من خير الدنيا و الاخرة و المناهج المفيدة . لعل من الجميل ان نرد المعروف في حق المُبلغ الاوفى و الناصح الامين ، نبينا الاكرم بتعاهد قراءة كتاب الله الكريم قراءة متأنية و تدبر حميد لنرسم معالم طريق اكثر وضوحا و الابتعاد عن كل مهايط ذو قراءات عامة مجتزءة .

خلاصة المقال :

‏- القراءة ( المشاهدة) النافعة حياة الروح و غذاء للعقل و الهام للنفس .

– العلم قوة و القراءة ايضا قوة

– الكتاب النافع خير رفيق في الزمان العاثر

‏- التركيز الاكثر على القراءة التخصصية المنتجة والتي تنعكس على حياتنا (كقيمة وأثر)

‏- تطويع النفس و ترويضها للاتجاه نحو القراءة النافعة امر في غاية الاهمية و من الجيد استزراعه منذ الصغر

‏- للجميع إياكم وفخ القراءة بلا هدف
‏( ركزوا ، ركزوا ، ركزوا ) و لا تجعلوا رسائل الواتس اب الغير هادفة و المتماطرة عليكم مشتته لتركيزكم

اخيرا ، اقتبس قول احد الكتاب :
” القراءة الصحيحة توسع مدارك الفهم ونطاق العقل، فالذي لا يقرأ قد أغلق على نفسه أهم مصدر لتعلم والتطور والإدراك و فوت على نفسه فرص كثيرة و كبيرة” .

مصادر المحاضرة :

١- عدة مواقع انترنت متخصصة و مكتبات الكترونية

٢-العادات السبع لاكفاء الناس ، د. ستيفن كوفي

٣- مقالات للكاتب د انور الحميدي

٤- كتاب مميز بالاصفر

٤- مجموعة كتب الكترونية في مجال القراءة مهداة من جملة من الاصدقاء مثل ا. عبد الله الجاسم و ا. مهدي الصليل و شيخ فوزي السيف و محمد بوخضر

٥- عدة افلام وثائقية

٦- عدة برودكاستات منها بودكاست ” المعنى” لمحمد الحاجي و هاشتاق الانسان_أولا و بلوغر عدنان الحاجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى