أقلام

صديقتي المسيحية (ج٢)

رباب حسين النمر

هذا الابن هل المقصود منه في المسيحية الابن الحقيقي الفسيولوجي الجسدي؟
أم التفسير أنه خلق من روح الله؟

– صديقتي: نحن نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض كل ما يرى وما لا يرى برب واحد ووحيد، هو الله واحد لا شريك له.
الله له حكمه وهو روح سرمدية.
وحين قال الله كن فكان،
خلق الأرض وفصل المياه عن اليابسة، وجعل الحياة من المخلوقات، وخلق الإنسان ذكرا وأنثى.
إلى هنا نحن متفقون.
وقال كلمته ليكن فكان، المسيح ليس ابن لرجل، هو ابن مريم.
لكن مريم بتول طاهرة لم تعرف رجلاً أبداً.

* ابن مريم الصديقة الطاهرة
شاءت إرادة الله أن يكون نفخة نفخها جبريل عليه السلام من روح الله.

– صديقتي: المسيح هو روح الله وبقدرته صار إنساناً في رحمها،وهو طاهر مطهر لأن روح الله لا دنس فيها، من هنا هو ابن الله، بمعنى هو من روحه.
لذلك نحن لا نشرك، ومعنى ابن الله هنا هو روح الله.
هذا هو تفسير العقدة التي يرفض الناس فهمها وسماعها، ولو فهموها لعرفوا أن الله هو واحد.
أرسل لنا سيدنا المسيح وهو جبله وأعطاه كلمته ليعلم البشر حكمة الله
فقال،: أحبوا بعضكم،
سامحوا مبغضيكم، وباركوا لأعينكم لأن الله عظيم في السماء وحده قدوس وممجد.
سأسألكِ سؤالاً:
هل يمكن أن أفصل فكرك وروحك عنك؟
هل تبقين حية لو فصلت روحك عنك أو أخذت عقلك وفكرك؟
هي كلها أنت.
أنت فكراً وقولاً وفعلاً وشعورياً كائن واحد بجسد واحد، وحتى كلمة الله التي نطق فيها سيدنا المسيح، فكيف يمكننا أن ننكر روح الله وهي في سيدنا المسيح؟

* لا نفصل الروح عن الفكر والعقل، ولكن المسيح ليس كل روح الله هو نفخة، وليس خالق السماوات والأرض ومقدر القدر. ولديه إمكانات من الله ومعجزات زوده الله بها، فهو يحيي الموتى بإذن الله ويبريء الأكمه والأبرص بمشيئته تعالى وأنت قلتِ نصاً مقدساً لديكم مفاده: بمشيئتك لا بمشيئتي، فمن الصعب أن نتصور أن الله والمسيح واحد لا انفكاك بينهما.

-صديقتي: لا، الأمر يختلف عن الفصل بين مكونات البشر الواحد.
وحين جاء صلبه ركع سيدنا المسيح عند صخرة كبيرة في جبل الزيتون على سفح جبال القدس، وبكى بكاءً مراً وصلى وقال:
يا أبتي يا الله لو تعبر عني هذه الكأس!
كان خائفاً من العذاب والصلب، وقال لتكن مشيئتك لا مشيئتي!
إذن هو يقول: أبي الذي في السموات، يعني: الله.

*إن المسيح عليه السلام في هذه الجنبة يشبه آدم عليه السلام المخلوق دون أم ولا أب، وهو نفخة من روح الله في حفنة طين أحالتها لبشر، فالروح هي كهرباء الجسد
ونحن ورثنا الروح عن آدم عليه السلام. هذه الروح الإنسانية أتت من الله. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. هل نتفق أن الروحان منفوخان من الله؟
الله خلق آدم وشكل طينته ونفخ فيه من روحه.

-صديقتي: لا يمكننا تشبيه روح الله بروح آدم، آدم بشر من صنع الله وروحه بشرية، ولكن روح الله أعظم، وآدم أخطأ، ولكن روح الله لا تخطئ. فلا يمكن تشبيه هذا بذاك!
إذن ستقولين: كلنا آلهة!
ادم كان في الجنة لكنه عصى الله فطرده منها.

هل تعرفين ما كانت خطيئة آدم وحواء؟
الكبرياء هي خطيئة آدم وحواء.
أعطاهما الله معرفة الخير والشر ومنعهما من الاقتراب من شجرة المعرفة، وأعطاهما سلطاناً على الأرض، ولكن آدم عصا ربه وتكبر، واعتقد أنه يستطيع التصرف كما يشاء. فطرده الله من الجنة.
آدم ليس المسيح.

* لا أعتقد أن المعصية كانت مكابرة من آدم عليه السلام أو أنه كان يقصد مخالفة أمر الله عناداً،
ولكنه لم يستطع تمالك نفسه عند الإغواء والإغراء حينما صوره له إبليس أن الخلود في الأكل من الشجرة. وزين له المعصية فسقط في مزلق عند لحظة ضعف!
وربما كان سبباً بمشيئة الله حتى يخرج إلى البيئة الطبيعية التي خلقها الله له، وإلا لكنا جميعاُ في الجنة الآن.

-صديقتي: هذا ليس مبرراً، فالتكبر على إرادة الله خطيئة!
ولكن لله حكمة.
ولا يمكنكِ مقارنة آدم بالمسيح، فالمسيح لم يخطيء.

يتبع …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى