أقلام

صديقتي المسيحية (ج٣)

رباب حسين النمر

*كان التشبيه من جهة نفخ الروح وليس من جميع الوجوه، ولو افترضنا جدلاً أن آدم كان متكبراً على الله، إذن ما الفرق بينه وبين إبليس؟ ثم إن آدم عليه السلام ندم وبكى بكاءً شديداً طويلاً وتاب عن المعصية.

-هو سقط بالخطيئة بسبب إبليس. لكن رحمة الله أعظم من كل شيء.
أما إبليس فهو أصله ملاك من جند الله، وعصى الله ولايزال. لهذا أرسل الله أنبياءه ورسله ليعيدوا البشرية إلى الصلاح.
لأنه سامح آدم.

*لا، إبليس ادعى أنه من الملائكة، إبليس جن، وهو
مخلوق ناري انضم إلى سلك الملائكة وعبد الله معهم، وهو الذي تكبر على أمر الله حين أمره بالسجود لآدم عليه السلام، فعاند وعادى آدم.
وهو ليس من الملائكة، بل هو شيطان رجيم.

-لن أناقشك بالموضوع، ولا يهمني إبليس!
ليحترق!
فهل المسيح مخطئ؟
لا مقارنة! فأين هو آدم من المسيح!

* قد قرأت في هذا الموضوع أن معصية الرسل هي ترك الأولى. وليس بمعنى المعصية التي يأتي بها سواهم من البشر، فعصى آدم ربه فغوى هي حقيقة لا يمكن إنكارها!

– الخطيئة خطيئة عزيزتي، الشر هو شر، لا ألوان ولا درجات له. اقرئي الدراسات بعمق وسترين أنه لا رمادي عند الله، هناك الخير والشر فقط.

*معصية البشر كذب وخداع وشر وقتل وجنايات، أما معصية الرسل فهي تقصير في العبادة أو ترك الأولى، فهل هناك نبي أو رسول مارس القتل أو ظلم البشر؟ شرب الخمر أو اقترف المحرمات؟

-هناك من نسل آدم أنوار. دعينا نكون واضحين:
لا أختلف معك، فقد خرج من البشرية قديسين أنبياء ورسل.
وللمعلومة يا عزيزتي:
الخمر لم يذكر في القرآن، وليس ممنوعاً.
لكن تم منعه وتحريمه لأن البشر يتهورون حتى الثمالة، الثمالة حرام نعم
والثمالة هي ما تذهب العقل، ولكن الخمر لا يذهب العقل بل الإكثار منه.
وللمعلومية السمنة حرام والكذب حرام والزنى حرام والإهمال حرام والسرقة والقتل وكل شيء يؤذي حرام حتى أذية النفس، حتى الثراء محرم.

*الخمر مذكور في القرآن الكريم وتحرمه آية صريحة:
يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما، وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)َ [المائدة:90]
بالنسبة للقرآن نص تحريمه صريح قليله وكثيره، ولذا لا بد من السير بالنسبة لي على منهاجه، مع احترامي للشرائع الأخرى التي لم تحرم قليله كما تقولين.
حتى المخدرات محرمة بسبب ذهاب العقل والضرر.
اشرب عصير عنب ولا خلاف عليك.

– هذا حديث وليس آية من القرآن، والقليل من كل شيء لا يضر الناس، التدخين والأرجيلة أعظم ضرراً من الخمرة عزيزتي،
حتى عندنا قال سيدنا المسيح القليل القليل من الخمرة يفرح قلب الإنسان، وممنوع الثمالة لأنها خطيئة. لأن الناس كانت تشرب بجنون حتى الثمالة، وكلنا نعرف الخمرة في التاريخ وزمن الخلفاء وغيرهم.

*تدرج الدين الإسلامي في تحريم الخمر لولع المجتمع به واعتياده عليه، ولكن الخمر من الكبائر المحرمة في عقيدتنا عزيزتي،والزنى كبيرة تلزم التطهير بالرجم أو الجلد، والقتل كبيرة واللمم هي الصغائر. هناك كبائر وهناك صغائر، وأنا باعتباري بشراً علمي غير محيط، فلا أستطيع حصر الأثر، وكن علم الله نافذ فيجب عليّ طاعته في اجتناب الكبائر. ولا تزال الدراسات كل يوم تأتي بجديد في الميدان الطبي وآثار تلك الكبائر على ضرر النفس البشرية.

-عزيزتي: عندنا عشر وصايا نسير على نهجها وضعها الله للبشرية:
١. انا هو الرب إلهك. لا يكن لك إله غيري
٢. احفظ يوم الصلاة وكرسه لربك.
٣.أكرم أباك وأمك
٤.لا تقتل
٥. لا تزن
٦.لا تسرق
٧. لا تشتهي امرأة غيرك
٨.لا تشتهي مقتنى غيرك
٩.لا تحلف باسم الله باطلاً
١٠.لا تشهد بالزور.

*ولكن ديننا لا يكتفي بوصايا عشر، بل له توجيه في كل شأن من شؤون الحياة، هذاعدا الحقوق والواجبات للإنسان في كل وضع من أوضاع حياته بينها حفيد النبي
الإمام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين في مؤلف له بعنوان رسالة الحقوق،

رسالة الحقوق من عناوينها
حق الله
حق الأم
حث الأب
حق النفس
حق الابن
حق اليد
حق الرجل
حق البطن
حق المتعلم
حق المعلم،
وأبواب كثيرة جداً.

-ونحن عندنا تعاليم وتوجيهات وتفسير ودراسات لاهوتية،
ولكل دين له خصوصياته، لكن الشريعة والقوانين كانت واضحة وعميقة ومفصلة، ولكنها حددت لنا نقاط رئيسة: المحرمات والممنوعات،
ويندرج تحتها الكثير.

*قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم:
ألا تشركوا بي شيئاً.
وبالوالدين إحسانً.
ولا تقتلوا أولادكم من إملاق.
والا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
وأوفوا الكيل والميزان بالقسط.
وإذا حكمتم بين الناس فاعدلوا ولو كانوا ذوي قربى، أوفوا بعهد الله ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
وإن هذا صراطاً مستقيماً فاتبعوه ….
أحل الله البيع وحرم الربا
حرمت عليكم أمهاتهم وبناتكم وأخواتكم.
حرم عليكم الدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله.
والإثم والبغي والعدوان بغير الحق
ألا تقولوا عن الله ما لا تعلمون.

-ولا نهاية للنقاش!
صوماً مباركاً مقبولاً
الوقت يداهمني.

كان حديثاً شائقاً عذباً، تقبل الله صيامك والله يتمه عليكِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى