أقلام

فواصل قرآنية (وقفات تأملية في معاني الآيات وأساليبها البيانية)

عبدالله علي الرستم

المؤلف: عيسى بن مبارك الربيح
الناشر: بسطة حسن
تاريخ الطباعة: الأولى – 1442هـ
عدد الصفحات: 392 صفحة

التعريف بالكتاب:
أطلّ علينا في نهاية شهر رمضان المبارك لهذا العام 1442هـ كتاب في التأملات القرآنية، وما أحوجنا لمثل هذه التأملات كثقافة نتعاطاها في حياتنا اليومية، أو قراءات موثقة في كتاب، وليس جديداً أن يطلَّ علينا أبا الرضي – أ. عيسى – بهذه التأملات التي قضى شطراً منها بين الكتب المعنية بشؤون التفسير والأغراض البلاغية واللغوية؛ ليجلي بعض الغموض عنها، خصوصاً وأنها تتحدث عن أشرف كتابٍ عرفته البشرية وهو (القرآن الكريم)، وأستطيع أن أشبه هذه التأمّلات بكتب الأمالي وتحديداً (أمالي الشريف المرتضى) وذلك لمشابهتها في تناول الآيات الكريمات وشرحها مستعيناً بعلم اللغة والبلاغة، والنصوص الروائية المروية عن محمد وآل محمد عليهم السلام، مع التعريج والاستئناس والمقارنة بآراء المفسّرين الذين لهم قدمٌ راسخة في هذا الميدان، والتي رجع لها المؤلف مستفيداً وموثقاً لما يعزز تلك الآراء التي طرحها في كتابه.
أجلتُ النظر في ورقات الكتاب، وقرأتُ بعض فواصله متأملاً ومستفيداً من تلك السطور التي كُتبت بعناية، وذلك من خلال جولات المؤلّف المتعددة بين كتب اللغة والبلاغة؛ جامعاً ومقارناً وراصفاً تلك الفواصل وفق خطة تساعد القارئ على الانسجام بلغة رائعة غير معقّدة، وإيجاز غير مخل في الموضوع الواحد، وكما أسلفتُ القولَ أنها أشبه بالأمالي، وهي كذلك، حيث كان أبا الرضي ينشرها على شكل فوائد وتأمّلات بين يومٍ وآخر على مدى سنواتٍ خمس تقريباً، علّه يحظى بمراجعة أو مناقشة من قبل بعض المهتمين.
جاءت هذه التأمّلات متنوّعة ومنتقاة من القرآن الكريم، فهي ليست بتفسيرٍ، ولا تخضع لتسلسل معيّن لآيات القرآن الكريم، بل هي تنقلات بين آية وأخرى، ومن لطائف الالتفاتات عند المؤلف التفريق بين الكلمات التي يُظن فيها الترادف، أو التي يذهب لها العامّة أنها ذات دلالة واحدة، مثل قوله ص63 حول (الشك والرَّيْب)، حيث أفاد أن الشك حالة عقلية، والريب حالة عقلية ونفسية، وهنا تكمن أهمية التدبّر، وغيرها من الكلمات والآيات التي يكشف عنها الغوامض.
ومن الآيات التي سلّط عليها المؤلف الضوء، التالي:
1- قوله تعالى: (قالوا أأنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون).
2- قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر * حتى زرتمُ المقابر).
3- الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً وهو العزيز الغفور).
وغيرها من الآيات الكريمات التي جعل مفتاح تأملاته بتمهيدٍ، ثم التعريج على دلالة بعض المفردات، ثم التفريع ببعض العناوين ذات الصلة بمفردات الآية الكريمة، معززاً أقواله بآراء العلماء، ثم ختام الفاصلة التي يبيّن فيها خلاصة جولته في تأمله للآيات الكريمات، والتي بلغت تسعة عشر عنواناً أو فاصلة كما أسماها.

ختاماً:
كم هو جميلٌ أن يتناول الأخوة من الباحثين التأمّل في القرآن الكريم، خصوصاً من يمتلك أدوات البحث في هذا الميدان، وكم نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافتنا القرآنية عبر القراءة والمناقشة والاستفادة من وسائل التواصل. بارك الله في المؤلِّف والمؤلَّف، سدد الله خطاه ورزقه بصيرة في دينه وكتابه العزيز. ونصيحتي للشباب والقُرّاء الكرام، أن ينوّعوا في قراءاتهم فيما يساهم في تعزيز الثقافة القرآنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى