أقلام

علي بن أحمد البحراني ..(بو سامي)

عبدالله البحراني

الاستاذ علي بن أحمد البحراني (بو سامي). من مواليد عام 1357 هـ (تقريبا).

وصفه سماحة الشيخ عبدالعزيز الغشام (بالمعلم النموذجي)*1
. عصامي مكافح من المؤيدين والمشجعين على التعليم النظامي الحكومي منذ بداياته في وقت لم تتبلور فيه فكرة التعليم النظامي لدى المجتمع*2، وكان لدى المجتمع توجس وممانعة، ولم يكن يرى أهيمة للتعليم في وقتها. والحديث هنا عن السبعينات من بعد الثلاثمائة والألف بعد الهجرة النبوية (وما قبلها).

*من صفاته:
الهدوء، وهو منظم في حياته. يهندس الملفات ويجيد تنفيذها، ولا يبخل بالرأي والمشورة، مبادر يحب الخير للجميع. يتواصل مع أبناء عمومته في جميع مناسباتهم، وعندما يعلم بموضوع (أو ملف) فية فائدة كان يبادر بنشره والحث على الأستفادة منه*3 حازم مع أبنائه وأهل بيته، ولا يجامل في حقوق الأخرين، مدبر في شؤون حياته، ويهتم غاية الاهتمام بوجبة الإفطار ويحث عليها أبنائه، ولقد شاركتهم تلك الوجبة عدة مرات.
عمل في خياطة المشالح الرجالية في الأحساء والبحرين*4، يعمل في النهار ويتابع تعليمه في الفترة المسائية (ليلي)*5

*وقفة مع التعليم الحكومي:

قبل أكثرمن ثمانين عاماً كان المجتمع يعتمد في التعليم على المطوع (الكتاتيب) حيث يتعلم الأولاد والبنات القرآن الكريم وشيئاً من الكتابة (في بعض الأحيان). وهكذا، حتى عام 1357/1358هـ عندما تم أفتتاح أول مدرستين حكوميتين في الهفوف والمبرز. ولكن المجتمع كان يسوده التردد والتوجس من تلك المدارس خوفاً على الأبناء من مناهج جديدة. ربما قد لا تتفق مع نظرتها الدينية. ولكن هناك قلة استطاعت أن تكسر حاجر الخوف والتردد. وتلتحق بتلك المدارس وتشجع الأخرين، ومن هؤلاء الأستاذ بو سامي الذي واجهته عدة تحديات وعقبات، ومنها القول بحرمة تلك المدارس وأنها قد تؤثر على معتقدات النشء.
وبعد عقود من الزمن أقنتع المجتمع بأهمية التعليم، وأن تلك المدراس لا تشكل خطراً على الأبناء، بل كانت السبب في تحسين وضع الأسر المعيشي، وهكذا بدء الإقبال على المدارس الحكومية حتى أصبح التعليم إلزامياً في بلادنا. ومن الذين لهم دور كبير في التشجيع على تعليم الأبناء مبكراً: الحاج معتوق أحمد البحراني. حيث كان (رحمه الله) يدعو لتعليم الأولاد والبنات بالمدارس الحكومية، وهو من أوائل من ألحق بناته بالمدارس في الحي.

*روح المبادرة:
للأستاذ بو سامي البحراني (رحمه الله) جهود ومساعٍ كبيرة في التشجيع على التعليم. ولا سيما بين أهله وذويه، حيث كان يبادر بالحديث مع الكبار ممن فاتتهم فرصة التعليم النهاري ويحثهم على التعليم في الفترة المسائية، ويعمل على تبديد مخاوف الآباء وتشجعيهم على إلحاق أبنائهم بتلك المدارس.
وفي أحد الأيام التقينا بالأستاذ عبداللطيف بن عيسى السليم (كان معي صديقي الأستاذ سامي). ونقل لنا هذا الموقف الجميل، يقول: كان الأستاذ علي البحراني (بوسامي) معلماً في مدرسة بلاط الشهداء بالمبرز، وكان لدى الأستاذ بوسامي أحد الطلاب اللامعين في فصله، ولكن حصل أن تغيب هذا الطالب عدة أيام عن المدرسة.
وفي عصـر أحد الأيام، ذهب الأستاذ بو سامي لبيت الطالب المعني وسأل عن سبب غيابه، فأجابته والدة الطالب بأن زوجها (والد الطالب) قد سقط من النخلة أثناء عمله وهو طريح الفراش الآن، ولابد من ذهاب الأبن للعمل مكان أبية حتى يوفر مصـروف للبيت أثناء مرض والده.
وفي اليوم التالي بادر الأستاذ بوسامي بالأجتماع بعدد من المعلمين وطرح عليهم موضوع الطالب وظروف الأسرة، واتفق الجميع على دفع مصروف أسبوعي لأسرة الطالب ليتمكن من العودة للدراسة، وبالفعل عاد الطالب ليواصل مشواره العلمي وذلك بفضل هذا الأستاذ القدير (بو سامي). انتهى.

٠وفاته:
توفي الاستاذ علي البحراني في 23/12/1409 هـ. ودفن بجوار والده بمقبرة الشعبة.
ومن المقولات التي طالما سمعناه يرددها: (من جار على شبابه جارت عليه شيخوخته). وكان يوثق كل شي تقريباً، مثل: تواريخ ميلاد أبنائه، وتاريخ مباشرته للوظيفة،.ومقدار أول راتب استلمه، وما له وما علية من حسابات.
وهذا مؤشر على إيمانه وممارسته للتوثيق في حياته اليومية*6

………
هوامش:
1. سمعت الشيخ يقول ذلك بمجلس أحد الجيران الأفاضل
2. ولقد استفاد من نصحة وارشاداته العشرات. ومنهم: الأستاذ محمد بن الحاج علي حسين البحراني, الأخ أحمد بن محمد ناصر البحراني, وكاتب هذه السطور، وغيرهم. ومن المصادفات أن يكون تاريخ مولده في العام الذي تم فيه افتتاح أول مدرسة حكومية بمدينة المبرز
3. ترافقه أسرته. وأيضاً شقيقه (بو نايف) كان يعمل في الخياطة بدولة البحرين خلال تلك الفترة.
4. كما تولى مهمة (الحسابات) لورشة الحدادة لأبناء الحاج محمد العلي البحراني.
5. أنهي تعليمه للمرحلة الابتدائية عام 1381/1382 هجري بالمدرسة الأولى بالمبرز. لقاء مع الأستاذ سامي علي البحراني في 25/5/1440 هجري.
6. يقول ابن العم عبد المحسن بن علي عبد الحسين البحراني: بأنه كان يدرس في مدرسة بلاط الشهداء. وقد فاته حضور الأمتحان لمادة في الدور الثاني. فأخبر الأستاذ بو سامي. وساعده حتى تجاوز تلك المشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى