أقلام

مما رأيت وقرأت وسمعت

د. سامية جواد الخويتم*

في عالم ريادة الأعمال، من أولى الدروس التي تعلمناها حين تراودك فكرة لمشروع أو دراسة أو تخصص دقيق تطمح له.. هي أن تتعمق في هذا المجال للإطلاع على تفاصيله و مداخيله و تتحقق منه، ما هو و كيف يكون و كيف يتم إنجازه بأفضل الممارسات. بهذا تكون أديت واجبك قبل الإقدام على أي مخاطرة و سيعطيك ثقة أكبر للمضي قدماً في تنفيذ فكرتك أو الإحجام عنها أو تحقيق مسعاك أياً كان، مصداقًا لقول النبي (ص) اعقلها وتوكل.
لنتحدث قليلاً عن كيف يكون هذا.. هناك عدة طرق تلائم أخلاقيات ريادة الأعمال.
أولها و أكثرها مباشرة هي استشارة من له خبرات سابقة في المجال. بأن تطلب منه المشورة بشكل صريح للسؤال و الإستفسار عن ما ترغب و تحتاج معرفته لإكمال الصورة لمشروعك. نعم قد يتحفظ بعضهم (قاصروا النظر) عن تقديم مثل هذه المعلومات لشخص مبتدئ و لهم كامل الحرية في ذلك، لكن الكثير غيره من رواد الأعمال الماهرين لن يترددوا في تقديم النصيحة و المساعدة.
الطريقة الثانية، هي التعلم الذاتي بقراءة و مشاهدة كل المصادر التثقيفية المتاحة أمامك لتتعلم و توسع مداركك. و ما أكثرها و ما أسهلها، كتب مطبوعة و مسموعة، مقالات، مقاطع فيديو، كورسات مجانية و مدفوعة.. و لكل شخص وسيلته المفضلة.
ثالثاً، أن تعيش التجربة بنفسك، أي أن تعمل شخصياً في هذا المجال المستهدف. فتبحث عن وظيفة أو عمل إضافي في منشأة تعجبك ممارساتها لتتعلم أصول الصنعة و تكتسب الخبرة العملية التنفيذية منها. لكن، هناك فرق بين اكتساب الخبرة من المنشأة و بين التجسس و تصنع الإنتماء للمنشأة. فهناك من ينسى بأنه موظف و يجب عليه الالتزام بأداء العمل باحترافية و بأخلاقيات المهنة، وقد ينجرف للتلصص على بيانات لا يحق له الوصول لها حسب ما تنص عليه سياسات المنشأة و أخلاقيات المهنة. و هنا يتميز رائد العمل صاحب الفكر الإيجابي الشفاف عن غيره.
في الختام، تتعدد الطرق لدخول عالم ريادة الأعمال، المهم أن تكون مستعداً و تتحلى بأخلاقيات المهنة..

*مؤسس أول عيادة أسنان متخصصة للأطفال في المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى