أقلام

حبيب.. وما أدراك من حبيب

أحمد الرمضان

رواية الطفِّ فينا كلها عِبرُ
كدوحةٍ من عطاها يُقطفُ الثَّمرُ

نعيش من فيئها تحوي حرارتُها
قلوبَنا حينما بالوجدِ تستعرُ

نقتات في أحلكِ الأوقاتِ منطقنا
منها وفيها تسامَى العقلُ والفِكرُ

في محضرِ السبطِ يلقىَ الحبُّ موطنهُ
بيومِ عاشورَ و العليا لهُ أثرُ

فبينما كثَّفَ الأعداءُ ثكنتَهم
مالوا على ابنِ رسول الله وانتشروا

هَبَّت رجالٌ يضمُّ الوحْيُ معدنَها
ذابوا بحبِّ بني الزهراء وانصهروا

نالوا ببذلهم الأمجادَ وادَّخروا
صبرا بأرواحهم يانعم ما ادَّخروا

منهم حبيبٌ حفيظٌ للأمانةِ مَن
في صدره تُحفظُ الآياتُ والسّورُ

لم ننسهُ هائما، مستبشراً، ولِهاً
مبلِّغاً أهلهُ مذ جاءهُ الخَبرُ

مطوِّعا نفسهُ للذبِّ عن حرمٍ
عروقها لدم المختار تنحدرُ

لم ننسَه وحسينًا حينما التقيَا
كسا الفضاءَ ضياءً وجهُهُ النضرُ

لم ننسَ حين مشى للخدرِ في خجلٍ
مسلِّماً ناح من تسليمهِ الحَجَرُ

قَرِّي ابنتي زينبٌ نحن الفداءُ لكم
وما لنا دون نصر السبطِ مُقتخرُ

حتَّى إذا ماجت الغبراءُ والتَحَمَتْ
تلك السيوفُ ومنها أبرقتْ شَرَرُ

قضى شهيداً وصكُّ الخلدِ في دمهِ
والارضُ حلَّ عليها تُربُهُ العَطرُ

لهَفِي على من سعى حزناً لمقتلهِ
يروِي شمائلَهُ والقلبُ مُنكَسرُ

قضيتمُ وَطَراً لما دعوتكمُ
والآن دونكمُ يرمِي بيَ الوَطَرُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى