أقلام

السابعُ الأليم

رباب حسين النمر

بصري يطوفُ، وفي فؤادي حرقةٌ
إذ لا مساسَ تدكُّني وتقطَّعُ

مابالُ تربتُك الشريفةُ مسُّها
(شركٌ) توارثهُ اللئامُ، فأَوجَعُوا..

روحي تذوبُ وقد تعاظم دمعُها
سيلاً تأجَّجَ والفؤادُ مُصدَّعُ

يهوي كتابٌ في ارتجافِ أناملي..
وتصُدُّني عنك الحواجزُ، تَمنَعُ

فتتوه روحي في البقيعِ حمامةً
لتُحطَّ في يُمناك حُلماً يركعُ

فأغوصُ في معناكَ حتى تمتلي
روحي جمالاً من جمالِك يخشعُ

دعني أمرِّغُ في ترابِك وَحشَتي
وأشُمُّه عِشقاً يهيمُ ويرتعُ

دعني أبثُّك سيّدي ألماً إذا
فَتَكَ الحنينُ بخافقي يتسكَّعُ

ويهيجُ حزنٌ كالجبالِ قساوةً
فيمزِّقُ الأضلاعَ حتى تُنزَعُ

فأسأئلُ التاريخَ: أيُّ فضائلٍ
نُسبت لغيرِك؟ والضغائنُ تُصنَعُ

قلبٌ تجرّد من كرائمِ مالِهِ
حتى تقاسَمَهُ الجياعُ، وأُشبِعوا

وَسَخَا حليماً في تواضعِ خُلقِهِ
حتى تعشَّقه الخصومُ وأولِعوا..

ومشى إلى البيتِ العتيقِ يؤمُّهُ
حجّاً، بلا بُدْنٍ يروحُ ويرجِعُ

وبه تنزّل من سماواتٍ عُلى
جبريلُ قُرآناً وآياً تَصدَعُ

قد كان في (التطهيرِ) حرفاً شامخاً
وله (المودّةُ) والكساءُ الأرفعُ..

أسفاً تناوَشَهُ النقيعُ بشربةٍ
وسَرّى كثعبانٍ يعضُّ ويقطعُ..

ذَبُلَت شفاهُ النورِ كان يضمُّها
ثغرُ الرسولِ بقُبلةٍ تتضوّعُ

وتَقَيّأ الدنيا، وفَاضتَ نفسُه
لله عشقاً، والبريّةِ رُوَّعُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى