أقلام

دهشةُ العارفين

علي المادح

دهشةُ العارفين..في الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام

لو يَعلمُ الغيمُ من يمشي على التربِ
لأمْطَرَ الأرضِ بالياقوتِ والذهبِ

وأهبَطَ الوَرْدَ مِنْ فِرْدَوْسِ خَالِقِهِ
عَلَى جَمِيلِ السَّجَايَا سَاْطِعِ الحَسَبِ

عَلَىْ الَّذِيْ (تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأتَهُ)
وَخِيْرَةَ النَّاسِ مِنْ جَدٍّ مَضَى وَأَبِ

على الذي من جمالِ الله صورتهُ
وبالذي كان فخرُ السادةِ النُّجِبِ

لا تسأل القلب عن أشواقه فأنَا
رأيتُ فيه منى قلبي بلا سببِ

هو الذي يُدهشُ الدنيا بطلعتهِ
ما حيلتي وهواهُ الغضُ يعصفُ بي

لو قد رأتهُ زليخا هان يوسُفُها
وأبعدتْ قلبها عن مَسلَكِ الرِّيبِ

فكيفَ بي وبحور الجود ترفدني
إلى الجواد الذي قد خُصَّ باللقبِ

أدرْ عصاكَ على روحي فإنَّ بها
نجاةَ مَنْ عمرهُ ولّى من الهربِ

محمد أينما قيلت مآثرهُ
يوماً على ملإٍ مالوا من الطربِ

هي الحقائق فاتلُ ما استطعت فذي
مقالةُ الصدقِ عند الله لا الكذبِ

وعندما قد تجلى نوره وبدا
في الشعر واردهُ للجدِّ لا اللعبِ

فجاءَ لؤلؤةً قد قال خالقها
كنْ جوهرَ العلم والتأويل والأدبِ

قد يَصْعدُ الطيب من أعلى وإنّ بذا
ما يعجزُ الفكرَ عند الحاذقٍ الأربِ

وإن تعجَّبَ من ليلى جنونٌ فتىً
فإنَّ حبي له من أعجبِ العجب
ِ
إنَّ العذوبة في حبٍّ يعذبني
ماقيمةُ الحب لو يخلو من التعبِ

إذا حوادث دهري عنك تبعدني
فصوتُ روحكَ في روحي ألا اقتربي

أمّا ضريحكَ في عيني بحسرتها
وإنْ رأيتكَ في قلبي كما الشهبِ

وإنْ جفتك قلوبٌ كلها حسدٌ
فقد وصلتكَ في العالي من الرتبِ

براءةُ الروح تحذو نحوكمْ شغفاً
من الأعاجمِ أو من أمةِ العربِ

ما نحنُ إلا رموزٌ في الهوى نُقشتْ
وبينَ خافقنا نورٌ وروح نبي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى