أقلام

الكتابة في العالم الإفتراضي

أحمد الحمد

وسائل التواصل الإجتماعية فرضت نفسها بقوة في عالمنا اليوم ، حتى أصبح أغلب تواصلنا مع الآخرين عبر هذه البرامج ، كالواتس اب والفيس بوك وما شابه ، وبالمقابل تقهقرت المحادثات المباشرة بل وحتى الصوتية منها لصالح المحادثات الكتابية ، إضافة إلى ذلك ، كثر إستعمالنا للتطبيقات في أغلب المعاملات الرسمية ، مما يجعل إتقان فن الكتابة في العالم الإفتراضي مطلب أساسي لإنجاح المعاملات بشكل صحيح.

في المحادثات الواقعية (مقابل الافتراضية) تتكامل لغة الكلام المستعملة في التخاطب مع لغة الجسد ، كتعابير الوجه وحركة اليدين وتمايل الرأس والجسد ونبرة الصوت وطريقة الكلام وماشابه ، فنعرف من المتحدث أنه يسأل عن شيء ما أو يؤكد خبر ما أو إنه جاد أو مازح أو متأثر بشيء ما من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت وطريقة الكلام ، ولكن في المحادثات الإفتراضية ، تغيب هذه الأدوات ولا تحضر إلا اللغة الكتابية ، وهنا يأتي أهمية القدرة اللغوية الكتابية في نقل التعابير والمشاعر والأحاسيس والإنفعالات النفسية من أجل إيصال الرسالة أو الموضوع للمتلقي أو القاريء بالشكل الصحيح.

وقد نلاحظ في الكثير من المحادثات الافتراضية وقوع سوء فهم ما بين المتخاطبين ، مما يدفعهم للتبرير وتبيان نيتهم ومقصدهم مما تمت كتابته ، وهذا يعني أن الكتابة الأولية للمحادثة لم تكن كافية ولا قادرة لنقل المقصد والمعنى والهدف المراد إيصاله للمخاطَب.

وهذه واقعا مشكلة تتفاقم مع إزدياد إستعمالنا للعالم الإفتراضي ، ليس في التواصل الإجتماعي فحسب بل وحتى الاستخدام الرسمي.

فحاليا جميعنا يستعمل التطبيقات الرسمية لإنهاء أغلب معاملاته الرسمية ، وإن لم نتمكن من الإستعمال الصحيح وبالذات عندما يتطلب شرح وكتابة مشكلة ما أو موضوع ما ، فقد تأتي النتائج عكس ما هو مرجوا.

ولذلك يأتي أهمية القدرة على إتقان لغة كتابية عالية الجودة لإيصال المراد بالشكل الصحيح في ظل غياب اللغة الجسدية كما ذكرنا سابقا.

وسنذكر بعض المهارات التي تساعد على إيصال المعنى والرسالة المطلوبة بالشكل الصحيح إلى المتلقي والمخاطب قدر المستطاع ، لتفادي سوء فهم أو نتائج سلبية في حالات الاستعمالات للمواقع والتطبيقات الرسمية:

أولاً: الكتابة باللغة الصحيحة
يجب الكتابة بلغة صحيحة وتعابير واضحة وإنتقاء كلمات معروفة ومتداولة وبسيطة ما بين الكاتب والمخاطب ، فقد تكون بعض الكلمات المتعارف عليها محليا غير مفهومة للمخاطب والذي قد يكون من مجتمع مختلف ، ايضا تفادي الاخطاء الاملائية حتى لا تتغير المعاني وذلك بمراجعة ما كُتب والتدقيق في كل كلمة قبل الإرسال.

ثانيا: أدوات وعلامات اللغة
من المهم إستعمال أدوات اللغة لنقل المعنى الصحيح والمقصود من كتابة أي جملة ، مثل علامة الإستفهام والتعجب والفواصل والنقاط والاقواس وعلامات التخصيص ، إضافة إلى إستعمال الهمزة والحركات حسب قواعدها اللغوية ، فكثير من الأحيان ، مجرد وضع الضمة أو الكسرة أو الفتحة على حرف ، يتغير المعنى ويصل بشكل أفضل للمخاطَب.

ثالثا: التعبير السليم
التعبير على بساطته إلا أنه فن ليس كل من يكتب قادر على إجادته بالشكل السليم ، فالقدرة على التعبير على ما يدور في الذهن لإيصال المعنى بشكل دقيق وقوي تتفاوت ما بين الكتاب ، ولكن من المفترض عدم التهاون بها بالتعليم والتدريب على إستعمال الكلمات والتعابير المناسبة ، لنقل مافي الاذهان إلى لغة كتابية ، لأن المخاطب لا يعلم ما يدور في اذهاننا ، وهنا تأتي الأهمية بقدرتنا على التعبير والإيضاح عن مقاصدنا وإيصال مايدور في أذهاننا بشكل واضح وبسيط.

رابعا: الاستعانة بأدوات الإيموجي
أدوات ولغة ما يسمى بالإيموجي اصبحت متداولة بكثرة في الكتابة ، واصبح لها معاني ولغة متعارف عليها وغالبا يستعان بها للتعبير عن الانفعالات والتعابير النفسية ، فالأستعانة بها قدر ما أمكن يساعد على إيصال المقاصد والانفعالات النفسية بشكل افضل.

ورد في حكمة للامام علي عليه أفضل الصلاة والسلام ( المرء مخبوء تحت لسانه) واللسان في العالم الافتراضي هي الكتابة غالبا ، وبالتالي بمقدار ما نتمكن من إيصال المطلب بطريقة سليمة ، بمقدار ما نتمكن من إبراز ذاتنا ومطالبنا بالشكل الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى