بشائر المجتمع

الدكتور الشبعان: الصراع الحالي في العالم هو في التعليم

رباب حسين النمر: الأحساء

استضاف جامع الإمام الحسن عليه السلام بمدينة الهفوف الدكتور راضي حسن الشبعان بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع والعشرين من يناير كل عام، وبهذه المناسبة ألقى الشبعان محاضرة حول
أهمية التعليم في المجتمع تناولت ثلاثة محاور، بدأها الشبعان بمقدمة عن أهمية التعليم، جاء فيها:

“قال أمير المؤمنين عليه السلام: (كفى بالعلم شرفًا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نُسِب إليه، وكفى بالجهل ذمًّا يبرؤ منه من هو فيه)

من المعلوم أن بداية تقدم أي أمة في المجتمع هو التعليم، ومعلوم الآن أن الصراع في العالم هو في التعليم” مبينًا أن التعليم الحقيقي هو التعليم الجيد.
وأضاف:
“قبل الجائحة كنت في إحدى الدول الأجنبية والتقيت مصادفةً بأحد مدراء التعليم في المملكة، وكان حضوره آنذاك لحضور مؤتمر عن جودة التعليم، ويعد هذا البلد ضمن الدول التي تُعد مقصرة إلى حدٍّ ما في التعليم. ولكن قيض الله لها أحد مدراء التعليم في ذلك البلد وقد اتخذ قرارًا بأن يكون هذا البلد من أفضل البلاد تعليميًّا.
وفعلًا أصبح ذلك البلد بعد عدة أعوام من أفضل بلاد العالم تعليميا، وقد
أتينا لحضور ذلك المؤتمر ونقل خبرات ذلك البلد إلى المملكة العربية السعودية”

وبين الشبعان في المحور الأول أن *المقصود بالتعليم* هو المعلومات والمعارف والخبرات التي تُنقل إلى المتعلم، موضحًا
الفرق بين العلم والمعرفة بقولة:
“العلم هو ارتسام الصورة أو الخبرة المبدئية أو البسيطة، فنحن على سبل المثال نعلم أن التدخين مضر، وله عواقب وخيمة ولكن كيف نعرف أن التدخين مضر؟
نعرف إذا أحد الإخوة – لا سمح الله- المؤمنين أُصيب به، فيعرف هنالك فعلًا أن التدخين مضر، وأنه جرب ذلك بنفسه.
فهنا ندرك أن المعرفة أشمل من العلم.
فالمعرفة مهمة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: ( بك عرفتك وأنت دللتني عليك)، وكذلك يقول عليه السلام: ( بداية العلم المعرفة)ّ”

وفي المحور الثاني تناول الشبعان *السبب الذي يدعونا للتعلم،* حيث قال:

“نتعلم بداية لمعرفة الله سبحانه وتعالى، والمعرفة ليست معرفة ذاته، ولكن معرفة مخلوقاته.
هذا العالم الفسيح وهذا الكون الكبير كل شيء فيه وكل ذرة فيه، وكل قريب وبعيد فيه يدلنا على عظمة الله سبحانه وتعالى.
فعندما نتصور أن الأرض الكروية معلقة في الفضاء بما فيها من أنهار وبحار وجبال، هذا الشيء العظيم بقدرة الله سبحانه وتعالى، ولما نعرف أن هذه الأشياء كلها من صنع الخالق نكون قريبين جدًّا من الله سبحانه وتعالى وبذلك نعمل الأشياء التي توجب مرضاته سبحانه وتعالى.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
(أول الدين معرفت)، (بالعلم يُعرف الله)، ( إلهي ما عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكني وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك).
وقال تعالى:( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)
أولي الألباب هم الذين يتفكرون، والذين يتعلمون ليعرفوا الله سبحانه وتعالى”

وفي المحور الثالث تحدث الشبعان عن *فوائد التعليم،* التي حددها في النقاط التالية:

١- *لمعرفة الله* والتسليم له.
٢_ *لمعرفة حقوق الإنسان وواجباته،* حقوق الإنسان تجاه المجتمع وتجاه نفسه وتجاه بيته، فإذا أتقننا هذه الأمور بشكل جيد تكون حياتنا أفضل.

٣- *بناء العقول ورفع مستوى الوعي،* بمعنى أنه لا ينطلي علينا كل شيء نسمعه أو نقرؤه، بل يكون هناك تمحيص للأشياء.
فلو وصلتنا معلومة من الإنترنت أو استقيناها من السوشل ميديا أو من وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن نسلم بها، بل لا بد أن نتفحصها ونعرف مصدرها إن كانت حقيقية أو غير حقيقية لأن الإعلام الموجه الذي يستهدف تسيير المتلقي في مسار معين، فيكون عندك علم يمكنك من عدم تمرير الأشياء ولا يمكن أن تقبل بهاباعتبار أن هذا شيء مسلم به، وهذا ما نقلته الأخبار، بل لا بد من التفكر والوعي، وهذا لا يكون إلا بالتعليم والقراءة المستمرة.

٤- *للتخلص من المشكلات الاجتماعية* التي لا يمكن حلها إلا عن طريق التعليم والخبرة، وهي مهمة جدًّا في حياتنا الاجتماعية.

٥- *للتخلص من المشكلات الصحية والنفسية،* فقد نشرت مجلة الصحة النفسية دراسة استغرقت عامين لألف مشارك تفيد بأن الذين يتعلمون بشكل مستمر هم أقل الناس عرضة لأمراض السكري والضغط.
وفي دراسة أجرتها مؤسسة قالوب وهي مؤسسة عالمية شهيرة للأبحاث على ١٣٠ ألف شخص في ١٣٠دولة وأفادت هذه الدراسة أن أحد عوامل السعادة للإنسان هي الاستمرار بالقراءة والتعلم.
وأفادت جمعية زهايمر ببحث علمي أن الأشخاص الذين يتعلمون ويقرؤون هم أقل الناس عرضة للزهايمر بمعدل ضعفين ونصف.
والنتيجة أنه كلما زادت قراءة الإنسان كلما زادت قابليته للتعلم، حيث تكون هناك مراكز في الدماغ تحفز التذكر، لأنه مع تقدم العمر تقل الذاكرة ويبدأ النسيان.
وبالقراءة والمتابعة يستطيع الإنسان أن يحافظ على المستوى الذهني والفكري.

ومن الأمور الواقعية في القراءة إنك كلما قرأت تشعر أنك بحاجة إلى المزيد وإلى المعرفة أكثر وأكثر.
وكمثال على ذلك معرفتنا السطحية بآل البيت عليهم السلام كمعرفة أي شخص آخر، ولكن لما نتعمق في هؤلاء الأئمة العظام تكتشف بأنك إنسان صغير جدًا مقارنه بهم لأنهم المثال الأعلى، وقد من الله بهم علينا ليكونوا مثالًا للناس وأنموذج، فإذا أردنا أن نكون خيّرين وطيبين في الدنيا والآخرة فما علينا إلا أن نتبع الأئمة عليهم السلام، لأنهم مثال للقمة في لكل شيء حسن وجيد في هذه الدنيا.

وختم الشبعان حديثه بتقديم الشكر والعرفان لقائد مسيرة جامع الإمام الحسن سماحة العلامة السيد عبدالله العلي.

جدير بالذكر أن الدكتور الشبعان حاصل على درجة على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية الخاصة، ومشرف تربوي ومحاضر جامعي سابق، ومدرب معتمد لدى إدارة التربية والتعليم.
وله العديد من المشاركات التربوية داخل وخارج المملكة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى